ما توقعته «المساء» بخصوص الجمع العام الذي عقدته جامعة ألعاب القوى أول أمس الإثنين، وأبقى عبد السلام أحيزون رئيسا للجامعة حتى إشعار آخر، وقع، فلم تكد أشغال الجمع العام تبدأ حتى «انتفض» عدد من ممثلي العصب والأندية، معلنين رفضهم مغادرة أحيزون لرئاسة الجامعة، ومطالبين إياه بالاستمرار في مهامه، ثم هددوا ب»نسف» الجمع العام إذا لم يستجب السيد الرئيس لمطالبهم الملحة. ومثلما كان متفقا عليه، رفعت أشغال الجمع العام، ودعي الحاضرون إلى نقاش جانبي ضم أعضاء اللجنة المديرية، للتداول بشأن «الفتوى» المتفق عليها سلفا، مثلما كشفت «المساء» سابقا، بينما خرج خالد السكاح البطل العالمي والأولمبي السابق ليؤكد –كعادته- أنه مع استمرار أحيزون في الرئاسة، وأنه سيسحب ترشيحه، علما أنه أياما قليلة قبل الجمع العام أعلن تشبثه بترشحه حتى النهاية، مشيرا إلى أن الذين لا تربطهم أية صلة ب»أم الألعاب» هم الذين عليهم الانسحاب. لقد كانت 45 دقيقة كافية لأحيزون ليحافظ على منصبه رئيسا للجامعة، مثلما كانت هذه المدة كافية له ليحصل على رئاسة الجامعة في 4 دجنبر 2006، خلفا لرئيس اللجنة المؤقتة امحمد أوزال، والسؤال، بما أن أحيزون مازال متشبثا بالاستمرار في رئاسة الجامعة، فما الحاجة لكل هذه السيناريوهات، ولصناعة حلقات مسلسل مكسيكي، فيه القليل من الحبكة وبإثارة مفضوحة، ويضم ممثلين لم يحسنوا إتقان الأدوار، وبطل سعى للاستحواذ على الأنظار، ليتحول إلى نجم الشباك الأول. ألم يكن ممكنا أن يواصل أحيزون رئاسته للجامعة، دون «وجع الرأس» هذا، ودون مثل هذه السيناريوهات، وهذه الغرائب والعجيب التي لن تفيد ألعاب القوى، وستقتل فيها روح النقاش الديمقراطي، وتحول الكثير من ممثلي العصب والأندية إلى كومبارس. ألم يكن ممكنا أن يستمر، خصوصا أن الأغلبية الساحقة من أندية وعصب ألعاب القوى، تعلن دعمها اللامشروط له، بل ومنهم من يريد أن يحول التصويت إلى «بيعة»، بل إن الكثير من هؤلاء في دفاعهم عن استمرار أحيزون في الرئاسة، إنما يدافعون عن مصالحهم وامتيازاتهم، بينما ألعاب القوى ومصلحتها آخر همهم. للأسف من يطلقون على أنفسهم أسرة ألعاب القوى، يقتلون هذه الرياضة بأيديهم، وينزلونها إلى «الحضيض» بهذه الممارسات التي عفا عنها الزمن، أما الأكثر غرابة فهو أن ممثلي العصب والأندية، باتوا يرفضون أن يمارسوا حقهم في التصويت وفي اختيار رئيس لهم، أما السيد الرئيس الذي نجح من خلال «تقليم» أظافر الأندية، وإبعاد الأصوات المعارضة، وإبعاد أبطال هذه الرياضة الحقيقيين كعويطة والكروج والمتوكل، وغيرهم، فقد استطاب هذا الوضع، الذي يرفض النقد والرأي الآخر، وكأن جامعة ألعاب القوى تشبه واحدة من «جمهوريات الموز».