نجح نور الدين الأزرق، رئيس مجلس مدينة سلا، في إنقاذ دورة فبراير من التحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة بالأيدي، بعد أن تطور خلاف بين أحد نواب الرئيس وعدد من مستشاري حزب العدالة والتنمية إلى تبادُلِ سيل من الشتائم و العبارات «السوقية» في لحظة سيطر فيها الانفعال على الطرفين. واتهم أحمد السفياني، النائب الثاني للعمدة، مستشاري العدالة والتنمية، ب»المزايدة السياسية وبالرغبة في احتكار جميع قرارات المجلس». كما تصدّى السفياني، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، لمستشاري العدالة والتنمية، الذين طالبوه بسحب العبارات التي تفَوّه بها في حق زميل لهم، مخاطبا المستشار عبد اللطيف سودو: «وَبْقى تنقزْ عْليّا انتَ تْمّا».. ليردّ عليه مستشار من العدالة والتنمية: «انتا اللّي غا كاتطيرْ».. وحدث ذلك بعد فتح النقاش في نقطة تتعلق بدعم مجلس المدينة لودادية سكنية في «العيايدة» بمبلغ مليون درهم، إضافة إلى استفادة الودادية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومن خدمات شركة «ريضال» من أجل توفير بعض الخدمات الأساسية لملاكي القطع الأرضية. ولم يستسغ النائب الثاني للرئيس قطْعَ مستشاري العدالة والتنمية الطريقَ على مستشاري «العيايدة»، الذين تحالفوا من أجل تمرير هذه النقطة، بينما عاكس مستشارو العدالة والتنمية هذا الطرح، ما دفع مستشاري مقاطعة «العيايدة» إلى المطالبة بحسم هذا الخلاف بالتصويت، وهو ما رفضه رئيس المجلس، الذي تمسّكَ باتخاذ قرار يحظى بالإجماع بخصوص هذه النقطة، وهو ما لم يتحقق، ما اضطرّه إلى وقف أشغال الدورة وإبقائها مفتوحة إلى حين تجاوز خلافات أعضاء المجلس. وقد انتقد مستشارو «البام» منطق الازدواجية الذي يسلكه مستشارو العدالة والتنمية، «الذين يعارضون مقترحات الأغلبية ويزاوجون بين ممارسة المعارضة والتسيير»، في الوقت الذي أكد مستشار من العدالة والتنمية ل»المساء» أنّ «الأمر لا يتعلق بخلاف بين أعضاء البام والعدالة، لأنّ مستشاري الأصالة والمعاصرة لا يمثلون كتلة منسجمة».. مشيرا إلى أنّ «جميع النقط التي تُطرَح على المجلس يجب أن تخضع للتمحيص، خاصة أنّ بعض المستشارين يتحرّكون بهاجس انتخابيّ واضح». وتميزت هذه الدورة بمصادقة المجلس على قرار اقتناء وعاء عقاريّ في نواحي سيدي احميدة، مساحته 12 هكتارا، بقيمة 12 مليون درهم من أجل إحداث مقبرة جماعية، بعد أن شهدت المدينة أزمة مقابر امتدت لعدة سنوات، ما فرض اللجوء إلى نبش القبور القديمة.