أعلن معتقلو السلفية الجهادية في مختلف السجون بالمغرب عن دخولهم إضرابا عن الطعام، اليوم الثلاثاء، لمدة 24 ساعة تضامنا مع سكان قطاع غزة. ودعا المعتقلون في بيان توصلت به «المساء» حمل توقيع المعتقلين بسجن طنجة وسلا وسوق الأربعاء والجديدة وسطات والقنيطرة وفاس واكادير وبنسليمان إلى «فتح باب الجهاد»، وأدانوا صمت الدول العربية والجامعة العربية و«التنديد الخجول للعرب». وقالوا في البيان «إننا مستعدون للتبرع بدمائنا لفائدة الجرحى ونعلن أننا سنضرب عن الطعام يوم الثلاثاء لمدة 24 ساعة». وبالمقابل قال بيان صادر عن اللجنة المحلية لمناصرة قضايا الأمة، إنه «استجابة لنداء الواجب نظمت اللجنة المحلية لمناصرة قضايا الأمة وقفة تضامنية مساء الجمعة المنصرم، مع إخواننا الفلسطينيين المحاصرين في غزة على غرار ما تم في عدد من المدن المغربية، وفي الوقت الذي احتشدت فيه الجماهير الشعبية فوجئ الجميع بتدخل الأجهزة الأمنية لمنع الوقفة، دون مبررات قانونية ومصادرتها بالقوة لجميع ممتلكات اللجنة المنظمة بما فيها مكبرات الصوت ولافتات وأعلام وهواتف شخصية، وتم احتجاز بعض مؤطري الوقفة ثم الإفراج عنهم فيما بعد». وأضاف البيان أن كل هذا يجري والكيان الصهيوني يعد العدة لجريمته النكراء صبيحة اليوم الموالي التي كان ضحيتها مئات الشهداء. واستنكر بيان الصمت العربي الرسمي والتخاذل الدولي لما يقع في فلسطين، ودعا إلى وقفة احتجاجية أخرى يفترض أنها نظمت مساء أمس الاثنين من طرف عدد من الهيئات السياسية والمدنية والجمعوية. في هذه الأثناء تواصلت المظاهرات التضامنية في جهات مختلفة من البلاد، فقد خرج المئات من سكان بني ملال مساء الأحد للتضامن مع الفلسطينيينبغزة، وشاركوا بعفوية في الوقفتين التضامنتين اللتين نظمتا في نفس التوقيت على بعد عشرات الأمتار من بعضهما. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال قد دعت إلى تنظيم وقفة تضامنية بساحة الحرية في الوقت نفسه الذي دعت فيه حركة التوحيد والإصلاح إلى وقفة مشابهة بساحة المسيرة. وانطلقت الوقفتان بترديد شعارات منددة ب«الهجمة الصهيونية على الأبرياء العزل بغزة»، ومستنكرة ل«صمت الحكام والأنظمة العربية المخزي والمذل»، و»مساهمة الأنظمة العربية ومشاركتها في الجريمة الصهيونية». وفي الوقت الذي ألقى فيه مسؤول حركة التوحيد والإصلاح ببني ملال كلمة خلال الوقفة التضامنية التي نظمتها الحركة بساحة المسيرة، وتم خلالها إحراق العلم الإسرائيلي، كانت وقفة الجمعية المغربية لحقوق الانسان قد تحولت إلى مسيرة تجوب فضاءات ساحة الحرية بعد إلقاء رئيس الفرع عباسي عباس لكلمة الجمعية، قبل أن يقوم المتظاهرون باختراق عربات الباعة المتجولين في اتجاه باب مراكش ومرورا بساحة المسيرة؛ وسرعان ما التحق المتظاهرون من أعضاء حركة التوحيد والإصلاح بالمسيرة التي انطلقت من وسط شارع محمد الخامس في اتجاه وسط المدينة. الوقفتان التضامنيتان اللتان تحولتا إلى مسيرة عفوية ختمتا بإلقاء كلمتين لكل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وممثل الجناح النقابي لحزب العدالة والتنمية ببني ملال واستمرت لأزيد من ساعتين. وفي تزنيت خرج العشرات من سكان المدينة عصر الأحد، للاحتجاج على ما وصفوه ب«المحرقة الصهيونية الجديدة» المرتكبة بقطاع غزة، ورفع الغاضبون المحتجون أمام مسجد السنة بوسط المدينة، شعارات منددة بالهجمة الصهيونية الجديدة، وطالبوا من الهيئات المدنية الفاعلة بالمغرب بذل مزيد من «جهود الدعم والتعبئة لنصرة إخوانهم بغزة». كما عبر المحتجون عن رغبتهم الشديدة في خروج الحكومة المغربية عن صمتها تجاه هذا العدوان الذي وصفوه ب«الغاشم والجبان»، وناشدوا جميع القوى الوطنية إلى توحيد الصف والبحث عن أساليب شعبية رادعة للكيان الصهيوني وغيره من الدول الداعمة له، بشكل مباشر أو غير مباشر في مسلسل التجويع والحصار والحرمان من أبسط متطلبات الحياة الإنسانية كالماء والكهرباء والمواد الغذائية والطبية والإمدادات الخاصة بالطاقة. يشار إلى أن مظاهرة أخرى خرجت بمدينة سيدي إفني عقب صلاة الجمعة للتعبير عن تضامنها مع ساكنة غزة المحاصرة، كما لم تعلن أية هيئة سياسية محلية مسؤوليتها عن تنظيم هذه الوقفات التضامنية بالإقليم حفاظا على وحدة الصف بين مختلف الحساسيات الفاعلة بالمنطقة.