استجابت الجماهير التي تابعت مباريات الدوري المغربي للصفوة بقسميه الأول والثاني، لنداء التضامن مع ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ورفعت في العديد من الملاعب لافتات تحمل مضامينها تضامنا مطلقا مع الشعب الفلسطيني في محنته، كما حيت صمود منظمة حماس الفلسطينية في معركة الكرامة واستنكرت الصمت العربي تجاه قضية أمة بكاملها. ونقلت ملاعب الكرة نبض الشارع المغربي الذي أبدى تعاطفا مع الشعب الفلسطيني وإدانة صريحة للهجومات البشعة التي يقوم بها الطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع، خاصة بعد أن تداولت المواقع الرياضية والمنتديات الكروية خبر وفاة اللاعب شادي المنتمي لفريق مركز خدمات النصيرات في القطاع وتنديد اتحاد الكرة الفلسطيني بمذبحة غزة الرهيبة التي أعادت إلى الأذهان مذبحة صبرا وشتيلا. وشهدت كل المباريات المقدمة حضورا لنبرة الاحتجاج والغضب وتنديدا بالعدوان الغاشم على الفلسطينيين، حيث وقف الجمهور واللاعبون دقيقة صمت من أجل قراءة الفاتحة على أرواح شهداء قطاع غزة، كما ظهرت على المدرجات لافتات تساند الشعب المستهدف وتندد بالطغيان، كما رددت في بعض الملاعب عبارات تدين الصمت العربي على مستوى القيادات وسط استغراب القوات الأمنية التي ظلت تتابع الموقف وتنتظر التعليمات عبر أجهزة الطالكي والكي من أجل التدخل وجعل الملعب فضاء للكرة لا مكان فيه للسياسة، بينما نظر العديد من المتتبعين بكثير من التقدير لرد فعل المدرجات واعتبروا مساندة شهداء غزة تعبيرا عن درجة الوعي الجماهيري الذي يعتبر القضية الفلسطينية جزءا من قضاياه الراهنة. ومن أغرب المشاهد التي عرفتها المباريات المقدمة ما حصل في مدرجات ملعب تيسيما حين رفع مجموعة من مناصري وفاء وداد خلال مباراته أمام الفتح الرباطي لافتة تدين العدوان الصهيوني الغاشم مصحوبة بفورة غضب بعض المناصرين الذين رفعوا أحذيتهم واعتبروها سلاحا عربيا بديلا للصمت الممارس من طرف القيادات التي اكتفت ببلاغات محتشمة. وقال مجموعة من مشجعي الوفاء «كلنا مرتضى الزايدي» في تعبير بليغ عن درجة الغضب الذي مس المشهد الكروي في المغرب، سيما وأن وجوها رياضية شوهدت في الصفوف الأولى للمظاهرة التي نظمت بالعاصمة الرباط تنديدا بالغارات الشرسة للعدو الإسرائيلي. وفي نفس السياق انكبت مجموعة من محبي الرجاء على إعداد وسائل التشجيع المتضمنة لعبارات تستنكر العدوان على غزة، ورفعت في مركب محمد الخامس لافتة تحمل عبارة «فليسقط العدوان الصهيوني»، وكان جمهور حلالة بويز الفصيل المساند للنادي القنيطري أول من رفع شعارات معادية للعدو الإسرائيلي، من خلال لافتة ضخمة تضامنا مع أطفال غزة، خلال المباراة التي جمعت «الكاك» بالكوكب المراكشي، مما كلف بعض المشجعين مساءلة لدى المصالح الأمنية تبين بعدها أن اللافتة تعبر فقط عن موقف تضامني مع الشعب الفلسطيني وهو الموقف ذاته الذي تتبناه الحكومة المغربية.