الطلاق ظاهرة اجتماعية مرفوضة، ولكنها واقعٌ يتوجب الاعتراف به، بوصفه الحلَّ الأخير الذي يلجأ إليه لإنهاء حالة معاناة بين زوجين لم يوفقا في زواجهما، ولكنه ليس نهاية الحياة بالنسبة إلى المرأة، فهي قد تعاني وتتألم وتبكي وتصرخ.. ولكنْ من الضروريّ أن تعود إلى رشدها، وتأخذ لحظات تتأمل فيها بعمق، وتفكر بأنّ ما حدث ربّما ليس هو الأسوأ، لأنها إذا خُيّرت بين الجحيم والطلاق فستفضل الطلاق.. انطلاقا من حقيقة أنّ الزواج الفاشل هو الجحيم الحقيقيّ، فكيف تتخطّين هذه المرحلة؟ اعتبرت عائشة الوعاي (مدربة في التنمية البشرية) أن أصعب الأمور في الحياة هو تخطي آلام ومعاناة الطلاق، الذي يمثل انتهاء علاقة بين زوجين جمعتهما ذكريات وألفة والتحام روحيّ وجسدي، وتابعت: «من الصعب تخطي هذه الأمور، لأنّ المرأة تحديدا تتعود بشكل عميق على وجود شريك معها لسنوات، ولن يكون من السهل عليها محو كل ما بُنيّ في الذاكرة حول العلاقة التي ربطتهما، بحلوها ومرها». للطلاق أسباب كثيرة، منها 1 - عدم التفاهم حول الكثير من متطلبات الزواج 2 - عدم الاتفاق على أسلوب الحياة المشتركة 3 - عدم التأقلم مع فكرة الزواج من أصلها 4 - عدم إنجاب الأولاد. الطلاق من العوامل المُدمّرة لحياة المرأة، وحتى تخرج الأخيرة من هذه التجربة المريرة وتشفى من آثارها وتستعيد حياتها من جديد يجب أن تعبّر عن حزنها كاملا، فالعديد من النساء ينتابهنّ الخوف من التعبير عن مشاعرهنّ بحُرية، خوفا من نظرة الأهل والأقارب إليهن.. فيكتمن هذه المشاعر في دواخلهنّ، فتتحول إلى أمراض خطيرة، مثل قرحة المعدة، أمراض القلب، السكري والاكتئاب، الذي يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان.. لذلك تقترح عائشة الوعاي من أجل تجاوز التجربة دون نتائج نفسية سلبية النصائح التالية: - اطرحي السؤال على نفسك: لماذا اخترتُ زوجي السابق؟.. فقد تكون لحظات الحاجة الملحّة إلى الإحساس أنك مرغوبة أو الخوف من الوحدة، الأمان الذي يوفره الزواج، الرغبة في الإنجاب، الهروب من تحكم الأهل أو طلب للحرية.. وإذا عرفت السبب ستكون لك القدرة على تحديد الأخطاء، والاعتراف بها إذا كانت من ناحيتك، حتى تعالجي المشكلة وتستفيدي منها في علاقات جديدة - سامحي زوجك السابق وابدئي صفحة جديدة من حياتك تخلو من الحقد والضغينة -لا تلقي اللوم على نفسك، حتى لو ألقاه عليك المجتمع، في فشل تجربتك - لا تُشعري نفسك بالذنب - اقضي وقتا مع أشخاص لديهم الاستعداد لسماعك وتفهم مشاعرك - عند مرورك بتجربة الطلاق، لا تكتفي بأنْ تعبّري عما في داخلك لنفسك، بل يُحبَّذ أن تتحدثي مع شخص آخر تثقين فيه، حتى تشعري بالراحة وتتخلصي من الهموم - استشيري نساء أخريات مطلقات، لاكتساب مزيدٍ من المعرفة عن الطلاق وآثاره، وكيفية مواجهة عواقبه، وبالتالي كيفية استعادة ثقتك في نفسك، فالحديث مع الآخرين يساعدك على إعادة توضيح «الجزئيات السلبية» داخل نفسيتك، ومقارنتها مع السلبيات التي مرّت بها نساء أخريات كنّ ضحية للطلاق - اعرفي النواحي السلبية التي أدت إلى الطلاق، فهذا يخفف من معاناتك الداخلية، واعلمي أنّ جهل الأمور على حقيقتها يعقد نفسيتك، حيث لا تعرفين من أين تبدئين لكي تتخلصي من المعاناة - حاولي التعود على الوضع الجديد الذي أحدثه الطلاق، وتلاءَمي مع الواقعي - لا تهملي نفسك، لأن ذلك سيُبعدك عن جهود استعادة الثقة فيها 7 - ثقي بأنّ الطلاق لا يعني أنك مُتِّ أو انتهيتِ، بل ربما يكون بداية لأسلوب جديد من الحياة، يجلب لك السعادة أكثر من ذي قبل.. فالحياة مليئة بأناس جيدين، لأنها إنْ خلت فنتْ.. - العفو والسّماح أفضل الطرق لبدأ حياة مستقلة وجديدة - يجب أن تشعري بأنّ هناك من يهتم بأمورك ويرغب في التقرّب إليك -ا هتمّي بصحتك، اتبعي نظاما غذائيا صحيا - قومي بتمارين رياضية للحفاظ على رشاقتك - احصلي على قدْر من الراحة - سافري، غيّري الأماكن والوجوه.. لا تسمعي رأي الآخرين - انسَي الماضي واركبي قطار المستقبل..