اعتقلت عناصر الأمن سائق الشاحنة المحملة بمواد «نيترات الأمونيوم» والتي غادرت ميناء الجرف الأصفر في ظروف غامضة وتسببت في حالة استنفار بالجديدة ونواحيها، نظرا إلى أن حمولتها تستعمل في صنع متفجرات من قبيل تلك التي استخدمت في تفجير مقهى أركانة بمراكش. وقالت مصادر ل«المساء» إن مصالح الأمن تمكنت من اعتقال السائق داخل ميناء الجرف الأصفر بتعاون مع ملاكي الشاحنات، حيث أرشد مالك الشاحنة عناصر الأمن إلى سائقها، كما تم حجز الشاحنة المحملة بالمواد الكيماوية. وكانت مدينة الجديدة قد شهدت إنزالا أمنيا مكثفا، من أجل تسريع عمليات البحث عن الشاحنة التي كانت محملة بحوالي 26 طنا من مادة «نيترات الأمونيوم» الخطيرة، بعد أن تجاوزت الحواجز الأمنية في ظروف وصفت بالغامضة، فُتحت بشأنها تحقيقات مكثفة مع الحراس والقائمين على شؤون الأمن بالميناء. وحسب مصادر مطلعة، فإن المحققين توصلوا إلى مواصفات الشاحنة التي غادرت ميناء الجرف الأصفر، منذ بداية الشهر الجاري، واستعانت مصالح الأمن بكاميرات أحد مستودعات الحبوب الموجودة بداخل الميناء لتحديد نوعية الشاحنة، رغم أنها ولجت الميناء بصفائح مزورة. وقد حضرت كل مصالح الأمن والدرك والاستخبارات لتتبع الوضع داخل ميناء الجرف الأصفر بالنظر إلى أن مادة «نيترات الأمونيوم» المختفية تستعمل في المتفجرات، وهي التي استخدمت في تفجير مقهى أركانة بمراكش. وقادت التحريات الأولى إلى أن السرقة تمت بتواطؤ من عمال الشركة التي تسوق مادة «نيترات الأومنيوم»، التي تستعمل كأسمدة فلاحية. وكانت الشاحنة المحملة بالمادة المتفجرة قد غادرت بوابة الميناء دون أن يتم تفتيشها، حيث بادر الضابط المداوم إلى إشعار رئيس مفوضية الجرف الأصفر للأمن الوطني، باعتباره رئيسه المباشر، والذي اعتبر الأمر عاديا ولم يبادر بإشعار رئيس الأمن الإقليمي للجديدة، الذي فوجئ بالخبر بعد مرور يومين كاملين على مغادرة الشاحنة ميناء الجرف الأصفر. كما بادر أصحاب الشركة التي تسوق مادة «نيترات الأمونيوم» إلى وضع شكاية في الموضوع، تقول مصادرنا إن رئيس مفوضية الجرف الأصفر لم يعرها اهتماما كبيرا. وتضيف المصادر أن أحد أصحاب المستودعات رفض قبول مبلغ 10 ملايين سنتيم مقابل التصريح بأنه اقتنى حمولة الشاحنة، على أن يتم احتسابها في الحصة التي يتوصل بها عادة، وبادر إلى وضع شكاية في الموضوع بعد أن وجد أن الأمر يعني مواد تستعمل في المتفجرات. وكشف هذا الحادث، الذي هز إقليمالجديدة على امتداد ثلاثة أيام، عن الوضع الأمني داخل ميناء بحجم وقيمة الجرف الأصفر الذي يضم مواد خطيرة معرضة للسرقة، وبعضها يمكن أن يستعمل في صنع المتفجرات.