بعد حوالي شهر من «الهدنة» بين القوات العمومية وطلبة الحي الجامعي، التابعين لجامعة القاضي عياض في مراكش، تجدّدت المواجهات العنيفة بين الطرفين ليلة أول أمس الأربعاء. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن المواجهات اندلعت في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء، بعد أن كانت عدد من سيارات القوات العمومية ترابط في جنبات الحيّ، الأمر الذي «استفز» بعض الطلبة، وعناصر ينتمي بعضهم إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، ذي التوجه اليساريّ الجذري. وعقب تراشق بين الطلبة أفراد الأمن والقوات العمومية بالحجارة، أسفرت هذه المواجهات عن إصابة أحد رجال الأمن، بينما أصيب بعض الطلبة بجروح. وقد تم نقل رجل الأمن إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، بينما استمرت المواجهات إلى أن انسحب الطلبة، الذين سبق لهم أن دَعوا إلى مقاطعة الامتحانات التي تجرى في كلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي في بداية هذا الأسبوع. وقد استمرت المواجهات بين قوات الأمن والطلبة أزيد من ساعة، قبل أن يعود الهدوء إلى المنطقة التي يوجد فيها الحي الجامعي. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» فإن بعض الطلبة قاموا بتخريب عدد من المحلات المجاورة وكذا حاويات الأزبال، التي استعملت ك«متاريس» تحول دون وصول أفراد الأمن إلى الجهة التي كان الطلبة يرشقون منها قوات الأمن بالحجارة. وفيما تحدّثت مصادر طلابية، في اتصال مع «المساء»، عن اعتقال طالب واحد، نفى مصدر طلابيّ أن تكون قوات الأمن قد تدخلت بعنف أو قامت باعتقال الطلبة. وحول ما اعتبره عدد من الطلبة المحتجّين استفزازا لمشاعرهم، عندما قام عدد من أفراد الأمن بإجبار الطلبة على اجتياز الامتحانات التي جرت في بداية الأسبوع الجاري في كلية الحقوق، شاهرين هراواتهم وأسلحتهم، اعتبر مصدر أمنيّ -فضّل عدم ذكر اسمه- أن «هذه الأكاذيب جزءٌ مما يدافع به الطلبة «المنفلتون» عن أعمال العنف التي يُقْدمون عليها»، مؤكدا أن أفراد الأمن كانوا يحْمُون الجامعة والمنطقة المجاورة بشكل طبيعي وعادي.