أكدت مواقع مقرَّبة من الجهاديين المشاركين في عمليات «الجيش السوري الحر» ضد نظام الأسد، مقتل الشاب المغربي ياسين بروحو، المتحدر من مدينة العرائش، والبالغ من العمر 31 عاما، وهو الأمر الذي أكده مقرّبون من جهاديي سوريا لعائلته، التي لا تزال تتلقى العزاء في ابنها منذ الأسبوع الماضي. وكان ياسين يشارك في العمليات العسكرية لثوار سوريا في مدينة اليعقوبية، محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، عندما تم استهدافه رفقة أفراد آخرين خلال الاشتباكات الدائرة قرب حاجز عسكريّ في «جسر الشغور»، على الحدود السورية -التركية. وحسب مقربين من أسرته فإنها تلقت مكالمة من شخص يقطن في إسبانيا نعى إليها وفاة ابنها، قائلا إنه «استشهد في أواخر يناير الماضي وهو يجاهد ضد نظام الأسد»، وأخبرها أنّ جثمانه وُوريّ الثرى في ريف اللاذقية. وكان ياسين بروحو قد قرر، قبل أشهر، الالتحاق بالثورة المسلحة في سوريا دون أن يخبر أسرته، حيث انتقل بداية إلى الدارالبيضاء بحجة البحث عن عمل، ومنها سافر إلى تونس، حيث اتصل بعائلته ليخبرها أنه غادر المغرب بحثا عن مَورد رزق، لكنها فوجئت، بعد ذلك، باتصاله بها من تركيا، التي عبَر منها إلى سوريا للالتحاق بصفوف «الجيش السوري الحر»، لينخرط في معاركه ضد نظام الأسد. وترعرع ياسين في مدينة العرائش، التي درس فيها إلى حدود المرحلة الإعدادية، حيث قرر مغادرة صفوف الدراسة والتوجه إلى العمل لمساعدة أسرته بعد وفاة والده، مستقرا في منزل العائلة في حي «ديور النصارى»، رفقة والدته وشقيقه و3 أخوات بنات. ويؤكد أقرباء وجيران ياسين أنه كان «حسَن الخلق طيّبَ المعشر، لا يميل إلى العنف»، رغم كونه معروفا بانتمائه إلى التيار السلفي، حيث كان يحرص على حضور دروس وخطب لواعظين من هذا التيار، وهو الأمر الذي ورّطه في مشاكل مع الأمن، حيث اعتقل في 2004 رفقة شبان آخرين، بعدما عمد مجهولون إلى إحراق ضريح في العرائش.. ووُجّهت لياسين تُهم ب»الانتماء إلى مجموعة إرهابية»، وحكم عليه ب8 سنوات سجنا، قضاها متنقلا بين سجون سلا وسيدي قاسم والدارالبيضاء وسوق الأربعاء، وأخيرا طنجة. وقد استغل ياسين هذه الفترة في التحصيل العلميّ، حيث تمكن من نيل شهادة الباكالوريا في أصول الدين. واشتغل ياسين، عقب مغادرته السجن، في خياطة شباك الصيد، قبل أن يتزوج ويستقلّ بأسرته، حيث أنجب طفلة لم تكمل بعدُ عامها الأول، واضطرته الالتزامات الأسَرية إلى امتهان حرفة بائع متجول، غير أن مضايقات الأمن دفعته إلى التفكير في الرحيل عن العرائش، التي سافر منها إلى الدارالبيضاء، تاركا زوجته وابنته رفقة عائلته، وكانت تلك المحطة الأولى في طريقه نحو سوريا، ليلتحق بصفوف «الجيش الحر»، قبل أن يفارق الحياة في أواخر يناير الماضي في إحدى المعارك. ..