لقي سائق حافلة مصرعه، وأصيب 37 شخصا بجروح وكسور، بينهم عشر حالات وصفت بالخطيرة، نقلت منها حالتان على عجل إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، إثر حادثة سير خطيرة وقعت إثر اصطدام قوي بين حافلة لنقل الركاب وشاحنة مقطورة، على الطريق السيار الرابطة بين البيضاء والجديدة بالقرب من اثنين هشتوكة، في حدود الساعة التاسعة من ليلة الثلاثاء، وقد صادف الحادث وجود أربعة أفراد من أسرة المعتقل عبد الصمد بطار المتابع في قضية تفجيرات أركانة، الذين كانوا في طريقهم إلى مدينة آسفي عائدين من مدينة سلا التي زاروها لحضور جلسة محاكمة عبد الصمد، وكذا لتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل، وقد أصيب أفراد عائلة عبد الصمد بجروح خفيفة في هذا الحادث . «المساء» انتقلت إلى مكان الحادث وعاينت عملية انتشال جثة السائق البالغ من العمر حوالي 40 سنة، وعمليات نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ومستشفى مدينة آزمور، والتي تمت بمساعدة سبع سيارات إسعاف تابعة للجماعات القروية المجاورة لمكان الحادث، وكذا سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية بالجديدة، وحسب المعلومات التي حصلنا عليها من مصدر مسؤول في القيادة الجهوية للدرك بالجديدة، وكذا من إفادات بعض الركاب الناجين، فإن سائق الحافلة، الذي كان يسير بسرعة مفرطة، حاول القيام بعملية تجاوز قبل أن يفاجأ بالشاحنة المقطورة، التي كانت محملة بالذرة، أمامه فارتطم بها من الخلف بقوة، مما حول واجهة الحافلة إلى حطام. وأفادت نفس المصادر أن الحافلة التي انطلقت من مدينة تطوان في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح نفس اليوم في اتجاه مدينة آسفي، عرفت تأخيرا كبيرا أثناء وقوفها بمحطة الدارالبيضاء، مما جعل سائقها يحاول الإسراع لبلوغ نقطة الوصول في الوقت المحدد له، الأمر الذي أدى إلى وقوع الحادث. وقد أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالجديدة، في تصريح ل»المساء»، أنه تم تجنيد 10 أطباء، من جميع التخصصات، وعدد من الممرضين والممرضات لتقديم العلاجات الضرورية لكافة المصابين، الذين قال إن حالة بعضهم خطيرة وتستوجب إجراء عمليات جراحية، فيما تنوعت باقي الإصابات بين كسور وجروح متفاوتة الخطورة. يذكر أن سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى الإقليمي تكفلت بنقل أحد المصابين إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء، فيما تكفل بعض ممثلي المنابر الإعلامية والمراسلين بجمع مبلغ 850 درهما لتوفير سيارة إسعاف مجهزة لنقل مساعد السائق، الذي كانت حالته جد خطيرة وتستوجب نقله إلى البيضاء على عجل في غياب أي من أفراد أسرته، وفي غياب سيارة إسعاف مجهزة تابعة للدولة بإمكانها نقل المصاب أو المصابين، وهو المشهد الذي خلف استياء كبيرا في صفوف من عاينوه. يذكر أن صناديق الحافلة كانت مملوءة بالسلع المهربة من الشمال، إضافة إلى كميات كبيرة من التين الرديء الذي يستعمل غالبا في إعداد مشروب «الماحيا».