استبعد خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة أن تكون لمشاركة وحدتين عسكريتين للبوليساريو ضمن القوات العسكرية المشكلة للواء شمال إفريقيا التابع للاتحاد الإفريقي، أي خطورة على المغرب. وأوضح الناصري في تصريح ل«المساء» أن إقدام الجزائر على احتضان قاعدة تدريب القوات العسكرية المشكلة للواء شمال إفريقيا التابع للاتحاد الإفريقي، وإشراك وحدتين عسكريتين من البوليساريو يندرج في إطار استمرارية خلق هذا الكيان الوهمي وإعطاء هذا الشبح نوعا من المصداقية. إلى ذلك، أكد محمد لمين البوهالي، وزير الدفاع بالبوليساريو، أن هذه الأخيرة ستشارك بوحدتين، إحداهما للهندسة المدنية والأخرى للدوريات، فضلا عن مساهمتها في جميع باقي آليات قيادة هذه القوة ولاسيما ب40 ضابطا في إطار المراقبة. وجاء نشر هذه القوات التي أعلنت الجزائر عن احتضان مكان تدريبها في أعقاب الاجتماع الذي احتضنته العاصمة الليبية طرابلس، بداية الأسبوع الجاري، وغاب عنه المغرب بسبب «تعليق» عضويته في الاتحاد الإفريقي. ويعتبر لواء شمال إفريقيا واحدا من خمسة ألوية تابعة لمجلس السلم والأمن الإفريقي، موزعة على مناطق القارة الخمس التي ستشكل القوة الإفريقية الجاهزة التي كانت قد تأسست بمقتضى المادة 13 من بروتوكول الاتحاد الإفريقي. وحسب اتفاق دول الاتحاد، فإن أولوية القوة الجاهزة هي المساعدة على بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، حيث تقرر أن تتشكل من ألوية عسكرية تمثل الأقاليم الخمسة الرئيسية في إفريقيا، وأن تتشكل مبدئيا من 15 ألف جندي، وتديرها فنيا بشكل مباشر لجنة أركان حرب يرأسها وزراء دفاع الدول الأعضاء. وأسند لمصر احتضان قيادة اللواء، وللجزائر قاعدة تدريب القوات العسكرية المشكلة للواء. ومن الناحية السياسية للخطوة، فإن تفعيل الاتفاقات العسكرية يتوخى من ورائه كبح النزاعات الحدودية في القارة طالما أن 91 في المائة من النزاعات بين الدول راجعة إلى رسم الحدود. وتعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها وحدات عسكرية تابعة للبوليساريو خارج نطاق حدودها بتندوف، الأمر الذي اعتبر مصدر مقرب من البوليساريو أن من شأنه أن يعمق الخبرة الميدانية لهذه القوات. هذا، ولم يستبعد وزير الاتصال خالد الناصري أن تكون مناسبة مشاركة هاتين الوحدتين فرصة للجزائر لإعادة تسليح البوليساريو، باعتبارها هي من تقف وراء صناعتها، ومن حق الصانع أن يفعل بصنيعته ما يشاء، حسب تعبيره.