انسحب الوفد المغربي، الذي كان يترأسه الوزير الأول عباس الفاسي، من الاحتفالات التي أقامها العقيد الليبي معمر القذافي بمناسبة ذكرى الفاتح من شتنبر يوم الاثنين الماضي بطرابلس، بعدما علم أعضاؤه بوجود زعيم البوليساريو إلى جانب وفد يضم عددا من أعضاء الانفصاليين، في نفس الاحتفالات التي تخلد لمرور أربعين سنة على تولي العقيد الليبي معمر القذافي السلطة بليبيا. وفي رده على ذلك، اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، أن المغرب لا يمكنه أن يجلس إلى جانب «جمهورية الوهم»، مؤكدا في نفس السياق على أن ليبيا تتعامل في إطار المغرب العربي مع المغرب الممتد من طنجة إلى الكويرة، وأن «المشاركة في احتفالات ثورة الفاتح هي شيء آخر». وكانت الرباط أعلنت، يوم الاثنين الماضي، عن توجه وفد مغربي يترأسه الوزير الأول عباس الفاسي لتمثيل الملك محمد السادس في احتفالات الذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر، بعدما أوفدت أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية إلى ليبيا، في وقت سابق، تجريدة من القوات المسلحة الملكية للمشاركة في احتفالات الذكرى الأربعين للفاتح من شتنبر بالجماهيرية الليبية. وفي الوقت الذي رفض فيه وزير الدولة، امحند العنصر، الذي كان حاضرا في احتفالات القذافي التعليق على انسحاب الوفد المغربي منها، مكتفيا بدعوة «المساء» إلى إرسال السؤال مكتوبا أو الحضور إلى مكتبه لنفس الغرض، قبل أن يشير إلى أنه «ما كاين والوأصلا»، اعتبر خالد الناصري أن تصرف الوفد المغربي «أمر منطقي وطبيعي وأن المصلحة العليا للبلاد كانت تقتضي هذا التصرف». وفي رده على سؤال ل«المساء» عما إذا كانت الحكومة تجهل تواجد وفد البوليساريو بنفس الاحتفالات، خاصة أن إعلام الانفصاليين الإليكتروني نشر خبر مشاركة البوليساريو، أشار الناصري إلى أن الحكومة تتعامل مع دولة ليبيا وليس مع مواقع إليكترونية، قبل أن يتهم «المساء» بأنها «إن كانت تسعى إلى توريط الحكومة في خطإ معين، وهذا من اختصاصاتها»، يقول الناصري، فإن ذلك «لا يمنع من القول إن الحكومة لن تقبل أن تُمس مصالح البلاد العليا». في سياق ذلك، ذكرت وكالة أنباء البوليساريو أن القذافي أكد في تعقيبه على كلمة زعيم البوليساريو، يوم الاثنين الماضي، خلال القمة الإفريقية الاستثنائية بطرابلس، «أن حل نزاع الصحراء بين المغرب والبوليساريو لا يمكن أن يتم إلا عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير بإشراف من الأممالمتحدة»، وهو ما رد عليه الناصري، بالقول «إن المغرب هو من يقرر في هذا الملف»، قبل أن يزيد موضحا: أن مجلس الأمن الدولي الذي يعمل على إيجاد حل للمشكل لا يقول بمثل هذا الكلام»، ومؤكدا في نفس السياق «وجود قصاصة ليبية تنفي ما ذهبت إليه البوليساريو في نسبها لمثل هذا التصريح للزعيم الليبي». وسبق أن نشرت «المساء»، أول أمس الثلاثاء، خبر تواجد البوليساريو بليبيا إلى جانب الوفد المغربي الذي ضم إلى جانب الوزير الأول عباس الفاسي، كلا من وزير الدولة امحند العنصر، في أول تمثيل خارجي له بعد تعيينه وزيرا في التعديل الحكومي الأخير، ووزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري. «كما قامت تجريدة القوات المسلحة الملكية، التي كان من المنتظر أن تشارك في الاستعراض العسكري المنظم بمناسبة احتفالات الفاتح من شتنبر لهذه السنة، على الفور، بإلغاء مشاركتها والانسحاب من تلك الاحتفالات».