عاد فيروس إنفلونزا الخنازير ليضرب المغرب، من جديد، بعدما سجلت وزارة الصحة حالة وفاة و11 إصابة في صفوف بحارة داخل باخرة للصيد رست في ميناء الداخلة، حيث استنفرت وزارة الصحة مصالحها الجهوية من أجل وضع وسائل التكفل بالمشتبه بحملهم الفيروس. وذكرت وزارة الصحة أنه بعد أخذ عيّنات من جميع المرضى وإرسالها إلى المختبر لتأكيد التشخيص٬ كشفت نتائج التحليل الفيروسيّ أن الأمر يتعلق بإنفلونزا الخنازير «الموسمية»، التي يتم تسجيلها عادة في مثل هذه الفترة، مشيرة إلى أنها أوفدت طاقما طبيا إلى قارب الصيد الذي رسا في ميناء الداخلة٬ من أجل تقييم الوضع واتخاذ التدابير العلاجية والوقائية الموصى بها. وأوضح عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، في تصريح ل»المساء»، أن الباخرة التي رُصدت فيها حالات الإصابة بالفيروس خرجت من ميناء أكادير، ولما سُجِّلت حالة الوفاة توجهت نحو أقرب ميناء، وكان هو ميناء الداخلة، وهناك تم إخطار مصالح وزارة الصحة، التي أبقت على المصابين بالفيروس على متن الباخرة لإخضاعهم لعلاج يتضمن الدواء الذي كان يتم إعطاؤه خلال جائحة إنفلونزا الخنازير لسنة 2009. وأكد المنزهي أن حالات الإصابة التي تم تسجيلها لدى البحارة لا تدعو إلى القلق، وأنها تتعلق بإنفلونزا موسمية، في ظلّ الانخفاض الذي عرفته درجات الحرارة، حيث سجل أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أعلنت أنّ فيروس إنفلونزا الخنازير سيبقى لسنوات على شكل إنفلونزا موسمية، غير أن خطورته تسجل لدى بعض الفئات من قبيل حاملي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل. وأشار مدير مديرية الأوبئة إلى أن وزارة الصحة اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة، رغم أنّ فيروس إنفلونزا الخنازير لم يعد «جائحة» كما كان في سنة 2009، وحتى منظمة الصحة العالمية لا تطالب الدول التي تسجَّل لديها حالات وفاة أو إصابة بفيروس «إي إتش 1 إن 1»، مضيفا أنّ التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية يحتوي على مضادات للفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير. وفي الوقت الذي أكدت وزارة الصحة أن الشخص المتوفى كان يعاني من مرض مزمن، فإنّ الجامعة الوطنية لضباط وبحارة الصيد في أعالي البحار، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ذكرت أن وفاة البحار جاءت بعد مرض دامَ، حسب رواية البحارة، خمسة أيام، عانى فيها من وضعية حرجة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وكان ينزف دما.. وقد طلب أن يتم إدخاله إلى ميناء الداخلة قصد العلاج، غير أنه لم تتم الاستجابة لطلبه.. وقد طالبت الجامعة، في بلاغ إخباريّ، توصلت «المساء» بنسخة منه، وزارتَي الفلاحة والصيد البحري والصحة بالتدخل لحماية البحارة ونقلهم إلى مكان آمِن في انتظار معالجتهم وتوفير حجر صحيّ من شأنه أن يحدّ من انتشار المرض، خصوصا بعد اكتشاف أعراض مماثلة لدى بحار تابع لباخرة كانت راسية بمحاذاة الباخرة «الموبوءة»..