أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 12 إصابة بأنفلونزا الخنازير، المترتبة عن فيروس "أش1 إن1"، بين صيادين في الداخلة٬ مع وفاة شخص منهم، يبلغ من العمر 40 عاما. (كرتوش) وقال عمر المنزهي، مدير علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، إن عدد الإصابات بهذا الفيروس محدودة، وأن هذا الوباء ليس خطيرا، كما أن المصابين تلقوا العلاجات الضرورية وهم في حالة صحية جيدة، مطمئنا الرأي العام والمواطنين بأن التحاليل، التي أجريت على عينات أخذت من المصابين، أثبتت أنه مجرد فيروس موسمي ولا يشكل أي خطورة على صحة المواطنين. وأضاف أن "المصالح الطبية بالمديرية الجهوية للصحة بوادي الذهب لكويرة أخطرت، الجمعة الماضي، بحالات أعراض الأنفلونزا لدى 12 من الصيادين٬ ضمنها حالة وفاة شخص يبلغ من العمر 40 عاما٬ كان معروفا بمعاناته مرضا مزمنا٬ مؤكدة أن المرضى الآخرين لا تظهر عليهم أي أعراض خطيرة". وأشارت الوزارة، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، إلى أنها جندت طاقما طبيا، أرسل إلى قارب الصيد، الذي يرسو في ميناء الداخلة٬ من أجل تقييم الوضع واتخاذ التدابير العلاجية والوقائية الموصى بها. وأشار البلاغ إلى أن عينات أخذت من جميع المرضى، وأرسلت إلى المختبر لتأكيد التشخيص٬ مضيفا أن نتائج التحليل الفيروسي أظهرت أن الأمر يتعلق بأنفلونزا الخنازير الموسمية، التي تسجل عادة في مثل هذه الفترة. وأوضحت الوزارة أنها عبأت المختبر المرجعي من أجل تحديد الفيروسات المنتشرة٬ "وكإجراء وقائي، ورغم أن الحالات المسجلة لا تثير القلق٬ فإن وزارة الصحة أقدمت على تفعيل نظام الإنذار، وأخبرت مرافقها الصحية من أجل وضع وسائل التكفل بالمشتبه في إصابتهم". في السياق ذاته، أوضح المنزهي أنه، بعد انتهاء سنة 2009، وبعد الإعلان عن القضاء على وباء الأنفلونزا في غشت 2010، توقعت المنظمة العالمية للصحة أن يستمر هذا الفيروس الجديد سنوات عدة٬ وأن تفشي الحالات الناتجة عن هذا الفيروس قد تستمر في الانتشار في صورة أنفلونزا موسمية، وأنه يصعب القضاء عليه بصفة نهائية، وأن الزكام الموسمي سيكون مستقبلا أحد مسببات أنفلونزا الخنازير (أش 1 إن1). وأكد المنزهي أنه، من خلال تدبير الجائحة، تبين أن هذا الجرثوم ليس خطيرا جدا، لأن معدل الإماتة كانت ضعيفة، حسب ما يسجل في العالم، مقارنة بفيروسات أخرى خطيرة، ومعدل الإماتة فيها يكون مرتفعا جدا. وأوضح المنزهي أن الصيادين المصابين مازالوا يخضعون للعلاج على متن الباخرة، وأن حالتهم تحسنت وأنهم في صحة جيدة، موضحا أن الطاقم الطبي، بعد معاينة المصابين والتأكد من أنها أعراض أنفلونزا الخنازير، اتفق على علاجهم بعين المكان، ونقلت العينات عبر الطائرة إلى المختبر الطبي بالبيضاء، وأثبتت نتائج التحاليل أنه فيروس (أش1 إن1). وأردف المنزهي قائلا "نحن أمام حالات الأنفلونزا الموسمية، ما يستوجب أخذ بعض الاحتياطات الوقائية"، ذكر منها "عدم الاقتراب من المصاب، وحين يعطس المصاب يجب أن يضع يده أمام فمه لتجنب نقل العدوى للآخرين، وعلى الذين يعانون أمراضا مزمنة أن يستشيروا الأطباء لأخذ العلاج اللازم، لأننا نتوفر على العلاجات الضرورية بجميع مستشفيات المملكة، وبجميع المراكز الصحية".