الدولة الإدريسية ليست هي أول دولة إسلامية تأسست بالمغرب كما جاء في التاريخ الرسمي للمملكة المغربية والمناهج المدرسية، والمغرب تعرض ل «حملات إسلامية» بدل الفتح الإسلامي، هذا ما جاء في كتاب صدر حديثا عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام) تحت عنوان «مساهمات في دراسة منطقة الريف». وتحدث الكتاب، في سابقة هي الأولى من نوعها عن وجود إمارة إسلامية مزدهرة بالمغرب سبقت الدولة الإدريسية. وعرَّف الكتاب إمارة «بني صالح» أو نكور بكونها «أول مدينة أنشئت بالمغرب الأقصى ببلد الريف في الفترة الإسلامية حوالي سنة 999، وكانت نواة لأول إمارة إسلامية بالمغرب، وتعرف في المصادر التاريخية بإمارة بني صالح، نسبة إلى مؤسسها صالح بن منصور الحميري، المعروف بالعبد الصالح، وتحدث الجغرافيون المسلمون عن إمارة نكور ببلاد الريف، فمنهم من حددها بمسيرة عشرة أيام أو خمسة أيام في عمارات وحصون وقرى عامرة بالزرع والناس، تحدها من ناحية الشرق قبائل زواغة وجراوة، ومن الغرب بنو مروان وبنو حميد من غمارة». وأضاف نفس الكتاب، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، أن «صالح بن منصور من أوائل الذين أسلموا وتفقهوا بالقيروان ومنها توجه، بإيعاز من قادة المسلمين هناك، غربا نحو نكور، حيث تستقر فروع من أبناء قبيلته نفزة، لإدماج هذه المنطقة في دارة الإسلام، فقد وجهه حسان بن نعمان الغساني أمير بن عبد الملك بن مروان بإفريقية لفتح المغرب فنزل الريف، وعليه أسلمت قبائل لواتة، وأقام بتلك البلاد وورثها أبناؤه من بعده إلى أن انتقلوا أعوام فتنة للأندلس»، ويضيف ابن عذاري أن «صالحا نزل في بني تمسامان وعلى يديه أسلم بربرها، وهم صنهاجة وغمارة؛ ونتيجة لاستجابة أهل تمسامان والقبائل المجاورة لدعوة صالح بن منصور، تآمر عليهم واستخلص نكور لنفسه». ولأول مرة كذلك، يتوقف الكتاب عند ما أسماه ب»الحملات الإسلامية على المغرب الأقصى» عكس ما يسميه التاريخ الرسمي ب«الفتوحات الإسلامية»، وجاء في الكتاب أنه «منذ أواخر القرن 7 م دخلت منطقة المغرب الأقصى بوجه عام، وبلد الريف بوجه خاص، ضمن المجال الذي امتدت عليه الدولة الإسلامية في اتجاه الغرب بشمال إفريقيا. وقد كانت حملات المسلمين على البلاد تتسم في بدايتها بنوع من الحذر وهيمنت عليها الحملات الاستطلاعية لقلة المعلومات المتوفرة».