أخذت عملية تفويت حصة «فيفاندي» في «اتصالات المغرب» أبعادا سياسية بعد أن تدخل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شخصيا من أجل تأجيل الصفقة إلى حين انتهاء الحرب في مالي. وأوردت مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية أن هولاند طلب من مسؤولي «فيفاندي» تأجيل عملية بيع حصتهم، البالغة 53 في المائة من «اتصالات المغرب»، لدواعٍ أمنية؛ مشيرا إلى أن الحرب على الإرهاب في مالي تقتضي بقاء الشركة في يد الفرنسيين، نظرا إلى كونها تملك 51 في المائة من رأسمال شركة الاتصالات المالية «صوتيلما». وترى الحكومة الفرنسية، التي تقود عمليات عسكرية حاسمة في مالي، أن بقاء «اتصالات المغرب» في أيديهم سيسهل عملية مراقبة تحركات الجماعات الإرهابية والتنصت على مكالماتها، وهو ما يؤكد الحساسية الكبيرة لقطاع الاتصالات ومدى مساهمته في مواجهة الإرهاب. على مستوى آخر، دخلت الشركة الكورية للاتصالات KT باب المنافسة على صفقة اقتناء «اتصالات المغرب»، حيث انتدبت كلا من «سيتيغروب» و»كريدي سويس» و»الشركة العامة» من أجل دراسة العرض الممكن تقديمه لشراء حصة «فيفاندي». غير أن المتتبعين يرون أن الشركة الفرنسية لن تقبل ببيع حصتها في اتصالات المغرب للكوريين، بالنظر إلى أن القرار له أبعاد سياسية وليس فقط اقتصاديا محضا. وتحتد المنافسة بين الشركات التي أبدت رغبتها في اقتناء حصة 53 في المائة من شركة «اتصالات المغرب» المملوكة لمجموعة «فيفاندي»، حيث صرح أحمد جلفار، المدير العام ل»اتصالات» الإماراتية، بأن الشركة تدرس جميع خياراتها المالية لتقديم عرض في حدود 4.5 ملايير أورو. ويرى الخبراء أن عرض «اتصالات» الإماراتية لن يسيل لعاب المجموعة الفرنسية، خاصة أنه يقل بحوالي مليار أورو عن السقف الأدنى الذي وضعته لبيع حصتها في «اتصالات المغرب»، وهو الأمر الذي سيفتح المجال أكثر أمام باقي المتنافسين، وعلى رأسهم «كيوتل» القطرية التي أبدى مسؤولوها رغبتهم في اقتناء «اتصالات المغرب» بالسعر الذي يحدده الفرنسيون. وحسب المسؤولين عن شركة «اتصالات» الإماراتية، فإن الأخيرة تسعى حاليا إلى توفير السيولة اللازمة لتقديم عرضها، حيث لا تتوفر في حساباتها سوى على 2.5 مليار أورو، وهو ما سيدفعها إلى اللجوء إلى البنوك لاقتراض الباقي، الذي تقدر قيمته بمليار ونصف المليار أورو، لكن ذلك يرتبط بمدى تجاوب «فيفاندي» مع العرض المقترح. بالمقابل، كانت الشركة القطرية «كيوتل» قد انتقلت إلى السرعة النهائية للظفر بصفقة «اتصالات المغرب»، حيث اختارت مكتب الاستشارات «جي بي مورجان» من أجل تقديم المشورة إليها بشأن عرض محتمل لشراء حصة «فيفاندي» في الشركة المغربية. ولم تستبعد مصادر مقربة من الشركة القطرية أن يتجاوز مبلغ العرض الأولي ل»كيوتل» 6 ملايير أورو، وهو مبلغ يفوق 5.5 ملايين أورو، الذي سبق أن تحدثت عنه مجموعة من وسائل الإعلام، خاصة بعد دخول «فرانس تيليكوم» على الخط واعتبارها للصفقة بمثابة خطوة استراتيجية في مستقبلها، رغم أن السعر الذي يمكن أن تطلبه «فيفاندي» سيكون مرتفعا.