احتدت المنافسة بين الشركات التي أبدت رغبتها في اقتناء حصة 53 في المائة من شركة اتصالات المغرب المملوكة لمجموعة «فيفاندي»، فقد كشفت مصادر مطلعة أن أحمد جلفار، المدير العام ل«اتصالات» الإماراتية قال إن الشركة تدرس جميع خياراتها المالية لتقديم عرض في حدود 4.5 مليارات أورو. ويبدو أن عرض «اتصالات» الإماراتية لن يسيل لعاب المجموعة الفرنسية، خاصة أنه يقل بحوالي مليار أورو عن السقف الأدنى الذي وضعته لبيع حصتها في اتصالات المغرب، وهو الأمر الذي سيفتح المجال أكثر أمام باقي المتنافسين، وعلى رأسهم «كيوتل» القطرية التي أبدى مسؤولوها رغبتهم في اقتناء اتصالات المغرب بالسعر الذي يحدده الفرنسيون. وحسب المسؤولين عن شركة «اتصالات» الإماراتية، فإن الأخيرة تسعى حاليا لتوفير السيولة اللازمة لتقديم عرضها، حيث لا تتوفر في حساباتها سوى على 2.5 مليار أورو، وهو ما سيدفعها للجوء إلى البنوك لاقتراض الباقي، الذي تقدر قيمته بمليار ونصف المليار أورو، لكن ذلك يرتبط بمدى تجاوب «فيفاندي» مع العرض المقترح. بالمقابل، كانت الشركة القطرية «كيوتل» قد انتقلت إلى السرعة النهائية للظفر بصفقة اتصالات المغرب، حيث اختارت مكتب الاستشارات «جي بي مورجان» من أجل تقديم المشورة لها بشأن عرض محتمل لشراء حصة فيفاندي في الشركة المغربية. ولم تستبعد مصادر مقربة من الشركة القطرية أن يتجاوز مبلغ العرض الأولي ل«كيوتل» 6 مليارات أورو، وهو مبلغ يفوق 5.5 ملايين أورو، الذي سبق أن تحدثت عنه مجموعة من وسائل الإعلام، خاصة بعد دخول «فرانس تيليكوم» على الخط واعتبارها الصفقة بمثابة خطوة استراتيجية في مستقبلها، رغم أن السعر الذي يمكن أن تطلبه «فيفاندي» سيكون مرتفعا. وكان القطريون قد خرجوا عن صمتهم تجاه عملية تفويت «فيفاندي» لحصتها البالغة 53 في المائة في رأسمال اتصالات المغرب، حيث أعلنت شركة «كيوتل» عن رغبتها في شراء حصة «فيفاندي» في اتصالات المغرب، وهو الأمر الذي يرى المتتبعون أنه ستكون له تداعيات على مستقبل العلاقات السياسية سواء مع فرنسا أو مع قطر، في ظل حساسية قطاع الاتصالات.