علمت «المساء» أن حالة استنفار غير مسبوقة أعلنت نهاية الأسبوع الماضي بمطار محمد الخامس والمركز الوطني لمراقبة سلامة الملاحة الجوية، بعد طلب ربان طائرة سبق أن أقلعت في اتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية العودة إلى المطار بسبب عطل فني وصف بالمهم. وأوضح مصدر مسؤول بمطار محمد الخامس أن ربان الطائرة من نوع «بوينغ B767-300»، المسجلة تحت رقم CN-RNT، والتابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية، اضطر إلى العودة إلى مطار محمد الخامس بعد حوالي نصف ساعة من التحليق بسبب عطل أصاب حاسوبي غرفة القيادة، مما جعل الربان يتخذ قرار العودة بعد الاستشارة مع مسؤولي الصيانة التابعين للشركة ومسؤولي المركز الوطني لمراقبة سلامة الملاحة الجوية. وأكد المصدر ذاته أن الطائرة التي كانت تؤمن الرحلة رقم AT200، الرابطة بين مطاري محمد الخامس بالدارالبيضاء وجون كينيدي بنيويورك، أصيبت بعطل بسبب خلل أصاب حاسوبيها المسؤولين عن تدبير الحسابات المتعلقة بالمسافة والسرعة والخاصين بالطيران الآلي، موضحا أن حالة من الخوف انتشرت بين الركاب الذين تجاوز عددهم المائة وخمسين من جنسيات مختلفة، أغلبهم مغاربة، والذين تفاجئوا بقرار قائد الطائرة العودة في اتجاه مطار محمد الخامس الدولي. وذكر نفس المصدر أن اتصالات مكثفة أجريت بين مسؤولي شركة الخطوط الملكية المغربية ومسؤولي المركز الوطني لمراقبة سلامة الملاحة الجوية ومسؤولي مطار محمد الخامس من أجل وضع سيناريو آمن لنزول الطائرة، مضيفا أن ربان الطائرة طلب إخلاء رصيف كامل من أجل عملية الهبوط التي يمكن أن تتم في ظروف استثنائية، على اعتبار أنه قرر عدم التخلص من الكميات الكبيرة من الكيروزين، التي كانت الطائرة مزودة بها، بسبب طول المسافة بين الدارالبيضاء ونيويورك. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية الهبوط، التي تمت بسرعة كبيرة، تطلبت إخلاء المدرج الذي تم تحديده من أجل القيام بالعملية التي تمت بشكل آمن، قبل أن يتم عرض الطائرة على فرق الصيانة التابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية، التي نجحت في إصلاح العطب التقني الذي أصيب به حاسوبا غرفة القيادة. وكشف المصدر عينه أن الطائرة أقلعت في اتجاه وجهتها بعد أزيد من ثلاث ساعات من التأخير الناتج عن العطب التقني الذي أصابها في الجو وتطلب عودتها في اتجاه مطار محمد الخامس.