نريد موقفا واحد، وجوابا صريحا عن سؤال جوهري: -هل يلعب المنتخب المغربي وفق خطة محكمة، أم أن الخطة الأنجع هي الاستماتة في الدفاع عن قميص المنتخب الوطني؟ فوجئ الناخب الوطني رشيد الطوسي بعميد الفريق نادر لمياغري الجالس عن يمينه في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، وهو يطلق تصريحا بمثابة عيار ناري، قال فيه بنبرة غاضبة: -ماكاين لاخطة لاوالو اللي عندو النفس والروح على بلادو يدخل يتقاتل راه غادي يفوز. عجزت السيدة المكلفة بترجمة التصريحات من العربية إلى الإنجليزية، عن فك شفرة كلام عميد المنتخب المغربي، سكتت لحظات وهي تحاول فهم ما يقال، قبل أن تلتفت إلى عضو في اللجنة المنظمة قائلة: -بأي لغة تحدث العميد؟ لم يجرؤ أحد على ترجمة التصريح الذي أحرج المدرب والمترجمة ومنشط الندوة الأنغولي الجنسية الذي قرأ في ملامح الحاضرين تقاسيم الاستغراب. حاول الناخب الوطني استدراك الأمر وكأنه يفسر للصحافيين الأجانب ما حصل: -الروح القتالية ضرورية لتنفيذ خطط المدربين، الخطة تحتاج إلى من يفهمها ومن يطبقها ومن يتفانى في تطبيقها. بمجرد وصول عناصر المنتخب المغربي إلى مقر إقامته، محبطا بعد المباراة أمام منتخب الرأس الأخضر، دعا الناخب الوطني إلجميع إلى اجتماع طارئ، خصص لتقديم «سكانير» حول أداء اللاعبين في هذه المباراة، دام الاجتماع حوالي ربع ساعة كان فيها اللاعبون غارقين في هواجس القلق، فيما حاول الطوسي قدر الإمكان التقليل من هول النتيجة، ودعا الجميع إلى طي صفحة الرأس الأخضر وفتح صفحة جديدة. ولأن تصريح العميد لمياغري قد أثار زوبعة، فقد طلب رئيس الوفد كريم العالم من مصور البعثة، إحضار لوازم العمل استعدادا لتصوير شريط أشبه ببيان حقيقة يوضح فيه نادر قضية الخطة. تلقى العميد مكالمة هاتفية من رئيس الوفد حين كان يتأهب للنوم، دعاه للنزول على وجه السرعة إلى بهو الفندق، لتوضيح الواضحات، وضع الوسادة جانبا واستجاب للقرار الرامي إلى التراجع عن تصريح يضرب عرض الحائط بالخطط والتكتيك ويختزل الانتصار في «نفس أمارة بالفوز». قبل تسجيل الفيديو شرح المخرج ل»الممثل» طريقة أداء الدور، وبعد الاتفاق قال العالم بصوت مسموع «أكسيون» وانطلق التسجيل. قال نادر بنرفزة لا تقل عن تلك التي انتابته في الندوة الصحفية، وهو يحاول توضيح الواضحات: -ربما هناك سوء فهم الخطة موجودة والمدرب هو الذي يضعها وبدونها ستعم الفوضى، لكن لا بد من روح قتالية ومن حب للقميص الوطنية وغيرة عليه، و»تثليث» الجهد بدل مضاعفته من أجل الانتصار. انتهى الكلاكيت وعاد نادر إلى غرفته، بينما تحول التصريح والتصريح المضاد إلى مادة إعلامية تؤرخ لأزمة تواصل حقيقية.