لاتزال قضية عملية جراحية وهمية على اللوزتين تراوح مكانها بمحكمة الاستئناف بالرباط في الوقت الذي تقدمت فيه والدة الضحية بمقال استئنافي لإعادة النظر في هذا الملف الذي تسبب لابنتها في مضاعفات صحية خطيرة نتيجة تسمم معدتها بالأدوية التي منحت لها. وأكد المقال الموجه إلى رئيس المحكمة بأن الضحية ولجت إحدى المصحات الخاصة وسنها لا يتجاوز 12 سنة، حيث قام أحد الأطباء بالكشف عليها، وأخبر والدتها بأنها مصابة بقرحة في اللوزتين تتطلب علاجا مستمرا، وهو ما تم بالفعل لحوالي شهر، قبل أن يخبر والدتها مجددا بضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصالها وأمرها بإحضار وثائق التعاضدية لتحمل المصاريف الطبية. وأشارت المشتكية إلى أن ابنتها أدخلت إلى غرفة العمليات وطلب منها الذهاب لإحضار مناديل ورقية، وبعد عودتها اكتشفت أن طفلتها غادرت الغرفة تحت التخدير وتم إخطارها بإتمام العملية وأنها ليست بحاجة إلى المناديل لأن الأمور سارت بشكل موفق، لتدفع قيمة الفاتورة، وتتسلم ابنتها التي دخلت في حالة غيبوبة أربعة أيام، بعد خروجها من المصحة، ليتم نقلها إلى قسم الإنعاش بمستشفى الأطفال بالرباط، حيث استمرت على هذا الوضع لعشرة أيام، وبعد الفحوصات التي أجريت عليها اتضح أنها مصابة بتسمم في المعدة ولم تجر لها أي عملية على اللوزتين. بعد ذلك تقدمت والدة الضحية بشكاية تطالب فيها بمتابعة الطبيب بالنصب والاحتيال بعد أن لجأ إلى التخدير لإيهام الأم بإجراء العملية، وهي الشكاية التي عززتها بعدد من الوثائق ومنها شهادة تحمل توقيع الطبيب يؤكد فيها ضرورة إجراء عملية على اللوزتين، وأكدت فيها أن المشتكى به هددها، كما حاول إغراءها بمبالغ مالية، غير أن هذه الشكاية ستتحول إلى حكم قضائي ببراءة الطبيب في غياب المشتكية، بعد أن أشار الطبيب خلال الاستماع إليه إلى أن المبالغ التي تقاضاها من التعاضدية بشأن العملية مجرد خطأ، وأنكر قيامه بالعملية، في حين أن استخلاص المبلغ من التعاضدية لا يتم إلا بعد إرسال ملف طبي يؤكد إجراء العملية. وطالب دفاع الضحية بضرورة إلغاء الحكم الصادر ببراءة الطبيب وإدانته وفق الوقائع المدرجة في الطلب، مع إجراء خبرة للضحية التي تبلغ الآن 28سنة، لتحديد العجز والمضاعفات الصحية التي أصبيت بها منذ تاريخ ولوجها إلى المصحة إلى الآن.