شهدت مدينة فاس انهيار بنايتين سكنيتين في حيين مختلفين في ظرف لم يتجاوز الساعات، صباح أمس الثلاثاء، ما خلف حالة من الرعب والهلع في صفوف ساكنة «قصبة النوار» بالمدينة العتيقة، وحي «بنسليمان» الشعبي بمنطقة المرينيين، ودفنت الانهيارات سيدتين مسنتين تحت الأنقاض. وتم إنقاذ السيدة المسنة الأولى بصعوبة بالغة من تحت أنقاض بناية حي بنسليمان، وتم نلقها لتلقي الإسعافات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، وهي في وضعية حرجة، وحاول رجال الوقاية المدنية لساعات إزالة الأنقاض للوصول إلى المسنة الثانية التي انهارت عليها البناية في فاس العتيقة. وسجلت مدينة فاس تساقطات مطرية مهمة في الأيام الأخيرة، كما سجلت هبوب رياح قوية أسفرت في ذروتها عن إلحاق أضرار كبيرة بأشجار الشوارع العمومية، وأسقطت لوحات إشهارية من الحجم الكبير بالقرب من محطة القطار، ما أسفر عن إصابة سيارة وشاحنة وأعلنت السلطات المحلية عن حالة «تأهب»، لكن من داخل المكاتب المكيفة. وعادة ما تسفر التساقطات المطرية، والتي تعقبها الرياح العاتية والجو المشمس لاحقا عن انهيارات في فاس العتيقة. لكن عدوى الانهيارات بالعاصمة العلمية انتقلت في السنين الأخيرة إلى الأحياء الهامشية التي بنيت في ظل تسيب عمراني وغياب المراقبة. ونبتت في عدد من هذه الأحياء «عمارات» و«ناطحات سحاب» يهددها الانهيار، وتبدو عليها التشققات من كل الجهات.