يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم يوم غد الأربعاء، مباراته الثانية في كأس إفريقيا للأمم 2013 التي تحتضنها جنوب إفريقيا، عندما يلتقي منتخب الرأس الأخضر. في المباراة الأولى أمام أنغولا ظهر المنتخب الوطني بوجهين مغايرين، فقد كان قريبا من الفوز، خصوصا في الجولة الأولى، مثلما أفلت من الهزيمة في الجولة الثانية، التي رفع فيها المنتخب الأنغولي الإيقاع، وخلق الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، إذ لو حالفه التوفيق لخرج فائزا، وظفر بنقاط المباراة الثلاث. وإذا كان المنتخب الوطني طوى صفحة مباراة أنغولا، وحصل على نقطة واحدة، أبقته في السباق من أجل التأهل إلى الدور الثاني، فإن المفروض أن يستفيد من أخطاء المباراة الأولى ويعمل على تصحيحها، حتى لا يجد نفسه يتحسر على إهدار نقاط ثمينة، كان من شأنها أن تجعله بعيدا عن «وجع الحسابات». ولأن الفوز يبدو مطلبا ملحا في مباراة الرأس الأخضر، من أجل إنعاش آمال التأهل والاقتراب أكثر من الدور الثاني، فإن هذه المباراة لن تكون سهلة، فمنتخب الرأس الأخضر الذي يشارك لأول مرة في مثل هذا الحدث القاري، ليس منتخبا سهل المنال، فقد قدم في مباراته الأولى أمام جنوب إفريقيا إشارات تنبئ على أن بإمكانه أن يواصل مسلسل مفاجآته، ويظل «الحصان الأسود» ليس للمجموعة ولكن لكأس إفريقيا، فهذا المنتخب يتوفر على لاعبين متميزين، يعرفون طريق الشباك جيدا، ولهم القدرة على المباغثة، بدليل الفرص التي خلقوها في مباراتهم أمام جنوب إفريقيا. كما أن منتخب الرأس الأخضر الذي أقصى الكامرون من النهائيات لم يتأهل بالصدفة، بل إنه كان بمقدوره المشاركة في دورة الغابون وغينيا الاستوائية، لكنه أقصي بفارق النسبة العامة عن منتخب مالي الذي تساوى معه في النقاط. لذلك، على الطوسي أن يعيد ترتيب وسط الميدان، فهرماش أثبت أنه خيار غير مناسب، ويمكن أن يجد في عصام عدوة حلا مميزا، وأن يعيد عبد الحميد الكوثري إلى مركزه في متوسط الدفاع، ويدفع بزكريا بركديش في مركز الظهير الأيسر. إن الفوز في المباريات، يحتاج إلى نزعة هجومية وإلى بعض المغامرة، وإلى عدم الخوف المبالغ فيه، وإلى اللعب بحذر، وهي المعادلة التي على الطوسي أن يجد لها الحل ليقطف الرأس الأخضر، ويقترب من التأهل إلى الدور الثاني.