بلغت القيمة المالية الإجمالية للبقع التي استفاد منها المتورّطون في تجزئة السلام في مكناس 500 مليون سنتيم، بطرق غير قانونية باستعمال التزوير والنصب والاحتيال والتحايل على القانون، دون الحديث عن المبالغ المالية التي تم استخلاصها من «رشاوى» المستفيدين من هذه البقع، وفق ما أكدت مصادر جيدة الإطلاع. وأكدت المصادر ذاتها أن عدد البقع التي استولى عليها المتورّطون، الذين تم إيداع عدد منهم سجن عين قادوس في فاس والتحقيق مع آخرين في الملف، تتجاوز 40 بقعة، والرقم مرشح للارتفاع في انتظار استكمال التحقيق وتحديد البقع الأخرى التي تم التلاعب فيها لصالحهم على حساب المستفيدين الحقيقيين منها. وأفادت مصادرنا أنه تم تنقيل عدد من أعوان السلطة في جماعة «سيدي سليمان مول الكيفان» على خلفية فضيحة تجزئة السلام، التي كشفت وجود تلاعبات واختلاسات وتبذير للمال العامّ من طرف مستشارين ومسؤولين في قسم التعمير في العمالة ومديرية الإسكان والتعمير وتقنيين. وأوضحت المصادر أن هذه الحركة التي شملت فئة الأعوان جاءت من أجل قطع الطريق على العناصر التي يتم التحقيق معها في الملف، مع تشديد المراقبة على عليهم وعلى مناطق النفوذ التابعة لهم. وعلمت «المساء»، من المصادر ذاتها، أن فئة أخرى من الضحايا طفت إلى السطح بعد اعتقال المتهمين في الملف، تتكون من متقاعدي المدرسة الوطنية الفلاحية التابعة لجماعة «سيدي سليمان مول الكيفان»، وعددهم حوالي 52 متقاعدا، تم بيع حصصهم بدون سند قانونيّ، ووضعوا دعاوى قضائية في محكمة قسم جرائم المال العام في فاس. وفي سياق متصل، يعيش سكان تجزئة السلام المستفيدون من البقع أوضاعا كارثية، حيث حولت الأمطار مساكنهم إلى «مستنقعات»، وهذا راجع إلى الخروقات التي شهدتها التجزئة منذ البداية، حيث أكدت مصادر موثوقة أن التجزئة توجد بمحاذاة واد وعندما يكون «محمّلا» يعزل الساكنة ويقسّمهم إلى «ضفتين».. وأكدت المصادر ذاتها أن اللجنة المكلفة بالمشروع لم تحترم دفتر التحملات وأن هناك تلاعبات في كبيرة في الملف، على رأسها عدم تطبيق ما تم الالتزام به بين الأطراف الموقعة على العقد، علما أن العقد النهائيّ قد تم منذ سنوات. وعلمت «المساء»، من مصادر عليمة، أن محمد فوزي، الوالي السابق لجهة مكناس -تافيلالت، كان قد استفسر رئيس جماعة «سيدي سليمان مول الكيفان» عن العقد النهائيّ لمشروع التجزئة سالفة الذكر، والذي أكد رئيس الجماعة أنه لم يتم بعد وأنه يمر عبر مراحل، في حين أن الشركة المكلفة ببناء المشروع أكدت أن العقد النهائيّ جاهز، الأمر الذي يؤكد وجود اختلالات واختلاسات. ورجّحت مصادر «المساء» أن تجرّ التلاعبات التي لحقت دفتر التحملات متورّطين آخرين في الملف، بعد اعتقال حوالي 18 عنصرا متورّطين.