وجّه مسؤول كبير في البرلمان الأوربي انتقادات شديدة اللهجة إلى لطريقة تدبير المغرب لملف الصحراء، معتبرا أنّ «السلطات المغربية فشلت في تسويق مشاريعها التنموية في الصحراء على المستوى الخارجي، بعدما ظلت سنوات تردّد خطابات للاستهلاك الداخليّ فقط، شبيهة بتلك التي كان يتم ترويجها إبان عهد الاتحاد السوفياتي».. وأوضح بيتر كراوس، المسؤول في الإدارة العامة للسياسات الخارجية للبرلمان الأوربي، أول أمس الخميس، خلال لقاء مع الصحافة المغربية في بروكسيل، أن جبهة البوليساريو استغلت ذلك في تشكيل لوبي قويّ غير رسميّ داخل البرلمان الأوربي من أجل الدفاع عن مصالحها في القضايا المتعلقة بالصحراء، خاصة ملف الصيد البحري. ولم يستبعد كراوس أن يكون مصير المفاوضات الجارية حاليا بين المغرب والاتحاد الأوربي حول ملف الصيد البحري هو الفشل، خاصة أن المسؤولين المغاربة لم يبذلوا جهدا إضافيا في تحسين صورة المغرب على مستوى الإنجازات التنموية في الأقاليم الصحراوية. ويبدو أن المسؤول الأوربي استغلّ ما جاء في التقرير الذي قدمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مؤخرا حول التنمية في الأقاليم الصحراوية ليوجه سهامه نحو المسؤولين المغاربة، لكنه حاول التنصل من مسؤولية البرلمان الأوربي على المستوى الرسميّ في عرقلة الملفات ذات العلاقة بالصحراء، والتي تربط المغرب بالاتحاد الأوربي، معتبرا أن «البرلمانيين الأوربيين يحاولون التعامل بشكل متوازن بين الطرفين، من خلال تشكيل مجموعات للصداقة مع المغرب تعمل بشكل متوازٍ مع البعثات الرسمية للاتحاد الأوربي». وجاء اللقاء بين الصحافة المغربية والاتحاد الأوربي في إطار الاطلاع على أهداف وآليات اشتغال الاتحاد، وكذا لتمكين الصحافيين من محاورة المسؤولين لدى المؤسسات المعنية بالشراكة مع المغرب، وخصوصا المعنية بالتعاون المتصل بدعم الميزانيات المخصصة لتعزيز الإصلاحات في التعليم والصحة. وقال إينيكو لاندابورو سفير الاتحاد الأوربي في المغرب: «نودّ تعزيز التواصل حول هذه المبادرات وتسليط مزيد من الضوء على دعم الاتحاد الأوربي للإصلاحات الهامة التي يقوم بها المغرب في مثل هذه المجالات ذات الأهمية الإستراتيجية والحيوية، مثل الصحة والتعليم. وأضاف لاندابورو أن برامج الاتحاد الأوربي الأربعة لدعم سياسات المغرب في مجال الصحة والتعليم ومحو الأمية تهمّ تنفيذ إستراتيجية التعليم من أجل ضمان تعليم إجباريّ وجيّد وفي متناول الجميع، وكذا تقديم الدعم من أجل تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي تهدف إلى القضاء على الأمية ومضاعفة التأثير الدائم للتدريب المهنيّ والإعداد لمستقبل دراسيّ ومهني واقتصادي للمرشحين الناجحين في برامج محو الأمية، إضافة إلى تقديم الدعم من أجل تعزيز التغطية الأساسية للرعاية الصحية، التي تهدف إلى تحسين دائم لحق الحصول على خدمات أساسية جيدة للرعاية الصحية بالنسبة إلى الفقراء والمستضعفين، ناهيك عن تقديم الدعم لإصلاحات النظام الصحي، التي ترمي إلى تحسين أداء النظام الصحي المغربي من حيث الجودة والكمية وسهولة الوصول إليه، وخاصة بالنسبة إلى سكان المناطق المحرومة.