تنظم مفوضية الاتحاد الأوروبي في المغرب، ما بين 17 و19 يناير الجاري، رحلة صحفية إلى بروكسيل، لفائدة وسائل الإعلام المغربية، في سعي منها إلى ضمان مزيد من الوضوح لبرامجها الخاصة بدعم الإصلاحات في المغرب. يشارك حوالي عشرة صحفيين، يمثلون وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، في هذه الرحلة التي تهدف، في المقام الأول، إلى تسليط الضوء على الدعم المالي الذي يقدمه للاتحاد الأوروبي للإصلاحات التي شرع فيها المغرب، في مجالات الصحة والتعليم. كما تهدف هذه الرحلة أيضا إلى تقريب الرأي العام المغربي من أهداف، وطريقة عمل الاتحاد الأوروبي، وتمكين الصحافة الوطنية من الالتقاء بالمسؤولين في الاتحاد عن هيئات الشراكة مع المغرب، للتعرف على الدعم المقدم لتعزيز الإصلاحات في مجال التعليم والصحة. وستمنح هذه المبادرة، لممثلي وسائل الإعلام المغربية، الفرصة لعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأوروبيين، الذين سيقدمون أمامهم عرضا مفصلا حول الإجراءات المرافقة التي يقترحها الاتحاد الأوروبي على المغرب في هذه المجالات. ويتعلق الأمر ببرامج تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للتربية ومحو الأمية٬ وتقديم الدعم لتعزيز التغطية الصحية الأساسية، والدعم القطاعي للإصلاح الصحة. وتشكل هذه الرحلة فرصة لمناقشة رهانات الإصلاحات التي شرع فيها المغرب في مجالات التعليم والصحة وآليات الدعم المالي للاتحاد الأوروبي٬ فضلا عن النتائج التي تحققت في هذه القطاعات، في إطار الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وتعتبر هذه المبادرة الثانية من نوعها، بعد الرحلة التي نظمتها بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، في دجنبر الماضي، للصحفيين إلى منطقة مراكش، لاستعراض نتائج برامج الدعم للجهود التي يبذلها المغرب في مجالات الصحة والتعليم ومحاربة الأمية. وتندرج المبادرتان في إطار حملة عامة للاتصال، تقوم بها بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، حول الدعم المالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للقطاعات الاجتماعية في المملكة. وبالمناسبة قال سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، اينيكو لاندابورو، إن الاتحاد الأوروبي يسعى، من خلال هذه الرحلة، إلى تقريب الصحفيين أكثر من توجهاته الإستراتيجية واهتماماته الرئيسية٬ وخاصة فيما يتعلق بالتعليم والصحة. وأضاف لاندابورو أن اللقاءات المقررة خلال هذه الرحلة ستركز على كيفية عمل الإتحاد الأوروبي، وطريقة تحديد الأولويات التي تحكم التعاون مع البلدان الشريكة٬ موضحا أن هذه اللقاءات ستساهم في تسليط الضوء على المكانة التي يحتلها المغرب في برامج الدعم للاتحاد الأوروبي، والاهتمام الذي يوليه الاتحاد للمواضيع المتصلة بالتنمية البشرية. وتجمع آليات الدعم الأوروبي لمجالات التعليم والصحة بالمغرب بين دعم مالي مخصص لتحقيق نتائج في السياسات الوطنية، وتعاون تقني يهم تعزيز القدرات والحكامة. ويقدر الدعم المقدم من قبل الاتحاد الأوروبي، لقطاع التربية الوطنية منذ سنة 2000، بحوالي ملياري درهم٬ من بينها 1.5 مليار درهم خلال الفترة ما بين 2008 و2012. وفي مجال الصحة بلغ حجم الدعم المالي والتقني المقدم للمغرب بحوالي 2.2 مليار درهم منذ سنة 2001، من بينها 1.55 مليار درهم خلال الفترة ما بين 2008 و2012.