أرجعت مصادر مطلعة في مدينة طنجة تأجيل زيارة الملك محمد السادس، التي كانت مبرمجة ليوم أول أمس الخميس، إلى عدم رضى الملك على طريقة تدبير المسؤولين للوضع إثر الفيضانات التي شهدتها المدينة بعد موجة الأمطار الأخيرة، حيث قالت المصادر ل«المساء» إن شوارع المدينة لاتزال في حالة «جد سيئة» جراء التأخر في إنجاز الأشغال، ولا تليق باستقبال الملك في هذا التوقيت، كما أن مشروع إعادة تهيئة المدينة، الذي انطلق منذ الصيف الماضي، مازال مستمرا رغم انتهاء الجدولة الزمنية التي كان مفترضا أن تنتهي فيها الأشغال. وقالت المصادر إنه كان مقررا أن يدشن الملك بعض المشاريع في المنطقة الحرة بالمدينة، إلا أن برنامج الإصلاحات الذي لايزال متواصلا جعل الملك يؤجل زيارته إلى وقت غير معلوم، ومما زاد في تردي الوضع، احتجاجات السكان الذين يستنكرون تشغيل أيد عاملة من خارج المدينة، وقالت المصادر إن هؤلاء كانوا قد قرروا تنظيم وقفات احتجاجية تزامنا مع الزيارة الملكية لإبلاغ الملك بشكاواهم، لكن السلطات المحلية منعتهم، قبل أن يتناهى إلى علمها خبر تأجيل الزيارة، الذي بات حديث سكان المدينة، الذين رأوا فيه تعبيرا عن غضب الملك على المسؤولين في طنجة. ونقلت نفس المصادر أن الكاتب العام للولاية، الذي فوض إليه والي المدينة محمد حصاد مهمة التوقيع على الرخص الاستثنائية في المجال العقاري «مسؤول إلى حد كبير عن تردي البنية العمرانية للمدينة وتحوم حوله شبهات بسبب تدبيره لهذا الملف». وفاجأ تأجيل زيارة الملك لمدينة طنجة المسؤولين المحليين وأعضاء الحكومة أنفسهم، إذ قامت الحكومة يوم الأربعاء الماضي بعقد المجلس الحكومي قبل يوم واحد من موعد الزيارة، لتمكين الوزراء من مرافقة الملك في زيارته للمدينة، إلا أن التأجيل فاجأ الجميع في اللحظة الأخيرة.