لا تزال أسئلة عديدة تطرح حول الجاهزية التنافسية للمنتخب الوطني على بعد أيام قلائل من بداية العرس الكروي الإفريقي يوم 19 يناير على عدة مستويات تكتيكية و هضم أوتوماتيزمات و تفعيل خطة اللعب في ظل صعوبات تواصلية و في أداء المهام للظهيرين و صعوبة الاعتماد على رأس حربة في غياب أجنحة سريعة و نقص مهول في البناءات الهجومية بجانب تأثير التحمل البدني علما أن أي تقييم يبقى مرتبطا بالمباراة الأولى الرسمية أمام أنغولا ... لا خوف على حراسة المرمى أظهرت مباراتي زامبيا وناميبيا أن المركز الذي ليس عليه خلاف كبير هو حراسة المرمى وهو ما يوضح منح شارة العمادة لنادر المياغري الذي بلغ ذروة خبرته وتجربته الطويلة في الميادين كما أن بديليه أنس الزنيتي وخالد العسكري أتبثا جاهزيتهما عندما ستكون الحاجة إليهما علما أن أداء أي حارس مرمى مرتبط بمدى صلابة خط الدفاع بجميع مكوناته.
ظهيران تقليديان ونقص التواصل اختار رشيد الطوسي الاعتماد على لاعب وسط دفاعي كظهير أيمن ومدافع أوسط كظهير أيسر مما خلق لهما صعوبة الاستئناس بوضعهما الجديد مما يفسر لعبهما تحت ضغط إضافي وعدم تواصلهما بشكل جيد مع باقي مكونات خط الدفاع بجانب اكتفاءهما بأدوار دفاعية تقليدية دون مساندة الخط الأمامي مما يجعل التخوفات قائمة بينما يشكل الربح الأكبر تجانس بنعطية وعدوا أو القنطاري.
وسط مغرق في الدفاع فضل الطوسي مبدأ الأمان باعتماد لاعبين بوسط ميدان دفاعي لا يشاركان في بناء الهجوم مما يحدث فقرا في خلق فرص التسجيل ونقل الكرات للأمام مما يتسبب في معيقات داخلية لخطة اللعب 4-2-3-1 التي تتحول اضطراريا ل 4-3-3 خاصة في ظل غياب ظهيرين يتحولان لأجنحة سريعة مما يغرق اللعب المغربي في البطء الشديد.
رأس حربة واحد يريح المنافس في ظل غياب ظهيرين عصريين وعدم تواصل بين وسط الميدان والهجوم يظل الاعتماد على رأس حربة وحيد مخاطرة نريح من خلالها دفاع الفريق الخصم الذي يترك عادة رباعي دفاعي شبه دائم حيث لم نكن خطرين إلا عند انخراط السعيدي وأمرابط مع منير الحمداوي بينما يفضل كثيرون أن يكون اعتماد على مهاجمين صريحين بإشراك العربي لتعويض سلبية الظهيرين وتباطأ الوسط الدفاعي
التحمل البدني ظهر جليا تأثر العناصر الوطنية بحجم التحمل البدني لأسبوع كامل من التداريب المكثفة صباح – مساء ما يبرر تأثر جل اللاعبين بالتعب وضرورة اعتماد عدة تغييرات وإضافة مباراة تدريبية ثالثة لتصريف المخزون البدني إلى غاية موعد مباراة أنغولا.
نقص التجانس رغم إجراء مباراتين كاملتين أمام زامبيا وناميبيا على فترات بالنسبة لأغلب اللاعبين فإن العنصر المشترك يظل هو نقص في الانسجام بين الخطوط أفقيا وعموديا إذ ليس هناك تفاهم على الإطلاق بين متوسطي الدفاع والظهير الأيمن وبدرجة أقل الظهير الأيسر بينما ليس هناك تواصل بين هرماش والأحمدي والخط الهجومي الذي يضطر في أغلب الحالات للرجوع للوراء مما يكلفنا وقتا وجهدا إضافيا.