لم تظهر إلى حدود منتصف أمس الأحد النتائج النهائية لانتخابات اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهي العملية التي اعتبرت بمثابة الشوط الثاني للمؤتمر التاسع للحزب، الذي انعقد منتصف الشهر الماضي، وعرف صعود إدريس لشكر على رأس الحزب اليساري الأكبر في المغرب، بعد صراع مع مجموعة من صقور الحزب، وهو الصراع الذي امتد إلى ما بعد المؤتمر. وأظهرت بعض النتائج الجزئية التي تسربت من كواليس الانتخابات، تقدما كاسحا لأنصار الكاتب الأول للحزب لشكر في اللائحة الجهوية للرباط، في حين كانت المفاجأة في أصوات بعض الجهات مثل جهات الصحراء، التي منح الكثير من منتسبيها أصواتهم للزايدي وأنصاره المرشحين في اللائحة الوطنية، رغم أن هذه الجهات كانت قد صوتت بأغلبية كبيرة لصالح لشكر في انتخابات الكتابة الأولى خلال الشوط الأول من المؤتمر. وعلمت «المساء» أن عملية الفرز التي استمرت إلى ساعات متأخرة من ليلة السبت-الأحد، شهدت مشادات بين أنصار لشكر والزايدي بخصوص مجموعة من اللوائح الجهوية، قبل أن يتدخل أعضاء اللجنة التنظيمية لإعادة الأمور إلى نصابها، وسط اتهامات متبادلة بمحاولة السيطرة والتحكم في لجان الفرز، مما خلق أجواء توتر بالغة خيمت على عملية الفرز. وانطلقت عملية التصويت على أعضاء اللجنة الإدارية في العاشرة من صباح أول أمس السبت بمعهد مولاي رشيد بالمعمورة ضواحي سلا، ليتم تمديدها بقرار من اللجنة التنظيمية إلى غاية الساعة الرابعة بعد الزوال، من أجل تمكين كافة الحاضرين من الإدلاء بأصواتهم، في عملية وصفت بالبطيئة، نظرا لطول لوائح المرشحين، وكون عملية التصويت تمت بطريقة يدوية، عوض اعتماد التصويت الالكتروني الذي كان من شأنه جعل العملية أسرع. وانقسم المرشحون للجنة الإدارية إلى مرشحين على المستوى الوطني ومرشحين على المستوى الجهوي، حيث ترشحت 89 مرشحة للتباري على 50 مقعدا في اللائحة الوطنية للنساء، بينما ترشح 45 مرشحا للتباري على 15 مقعدا في اللجنة الإدارية خصصت للشباب، في حين شهدت اللائحة الوطنية العامة إنزالا لأنصار كافة التيارات في محاولة للظفر بالمقاعد ال85 التي خصصت للائحة الوطنية من أصل 317 مرشحا، في حين خصص 150 مقعدا للوائح الجهوية، ليكتمل بذلك 300 مقعد المخصص للجنة الإدارية. يشار إلى أن اللجنة الإدارية المنتخبة ستجتمع نهاية الأسبوع القادم لانتخاب المكتب السياسي للحزب، وهو الذي يتوقع أن يعرف عودة مجموعة من أعضائه السابقين، خاصة أولئك الذين أعلنوا عن دعمهم الصريح لإدريس لشكر خلال الشوط الأول للمؤتمر، في انتظار معرفة نسبة منافسي الكاتب الأول الحالي داخل اللجنة الإدارية.