أعلنت حالة طوارئ قصوى، أول أمس الخميس، في إقليمالعرائش، بعد تسجيل حالة وفاة ثانية بالمينانجيت، في ظرف أسبوع، وداخل أسرة واحدة. ويتعلق الأمر بطفلة توفيت قبل أسبوع، وأمها التي توفيت الأربعاء الماضي بالمستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش بنفس الباكتيريا المسببة لوباء المينانجيت. كما تشك مندوبية وزارة الصحة في وجود حالة ثالثة تتعلق بطفلة توفيت، أول أمس الخميس، بأعراض مشابهة في جناح الأطفال بنفس المستشفى. وأكدت مصادر من داخل مستشفى للا مريم أن مصالحها، أجرت تحقيقا حول محيط الطفلة وفحصت المقربين منها الذين استفادوا من بعض الأدوية الوقائية، ومنهم أم الطفلة، لكن تغلغل الباكتيريا في جسمها حال دون إنقاذها. وفي الوقت الذي تحاول السلطات الإقليمية بعمالة العرائش التكتم على وجود المرض، علمت «المساء» أن خلية أزمة إقليمية بمندوبية وزارة الصحة بالعرائش، تشكلت بتنسيق مع المصالح الصحية بجهة طنجة- تطوان، من أجل زيارة معمل لتصبير السمك بميناء العرائش، كانت السيدة المتوفاة تشتغل فيه، ويضم 400 عاملة، لا تستبعد خلية الأزمة وجود إصابات وسطهن. وأكدت مصادر «المساء» وجود حالة ارتباك كبيرة داخل عمالة العرائش، التي بعثت بوفد يترأسه باشا المدينة إلى منزل عائلة السيدة والطفلة المتوفيتين، لكنها تتردد إلى حدود الآن في الإعلان عن وجود المرض، كما تتردد في عقد اجتماع للتنسيق من مندوبية وزارة الصحة، لطويق انتشار المرض. وصادف وفاة العاملة بمعمل تصبير السمك، اجتماعا على مستوى عالِ عقده الحسين الوردي وزير الصحة مع مسؤولين مركزيين ومناديب وزارة الصحة، ومسؤولين عن الصحة بإدارة السجون، في موضوع الوفيات الناجمة عن المينانجيت، حيث صرح الوردي بأن المغرب «يعرف بين الفينة والأخرى بؤرا وبائية من مرض التهاب السحايا»، مستعرضا ما تم إنجازه في إطار البرنامج الوطني لمكافحة التهاب السحايا سنة 1989، ومذكرا بأن المخططات التي تم اعتمادها سابقا ينبغي مراجعتها أخذا بعين الاعتبار مستجدات الوباء في السنوات الأخيرة.