تسبب تأخر المجلس الجماعي لمراكش في تسديد ديونه إلى الشركة المكلفة بتدبير مطرح الأزبالفي إغراق المدينة في النفايات والقاذورات، مما جعل عددا من سكان منطقة جليز والمنارة يخرجون إلى الأزقة احتجاجا على تراكم الأزبال أمام منازلهم. واستنادا إلى معطيات دقيقة حصلت عليها «المساء» من مصادر موثوق فيها، فإن المجلس الجماعي لم يسدد الديون التي بذمته لفائدة الشركة المفوض لها تدبير مطرح الأزبال، والمتعلقة بقيمة الحمولة التي تلقيها شركة النظافة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعتي جليز والمنارة من الأزبال داخل المطرح. وقد وجهت الشركة المفوض لها تدبير مطرح الأزبال رسائل إلى المجلس الجماعي لمراكش من أجل الحصول على مستحقاتها دون جدوى، مما جعلها تمنع شركة «تكميد» المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعتي «جليز» و«المنارة»، من طرح الأزبال بالمطرح الموجود عند مدخل المدينة من جهة مدينة آسفي. حاولت الشركة الاسبانية «تيكميد» إنقاذ الموقف، والتوجه صوب سوق الأربعاء القديم الموجود بعين مزوار بدوار العسكر، التابع لمقاطعة المنارة، لكن هذه الخطوة لقت ردود فعل معارضة من قبل سكان المنطقة، حيث خرج العشرات من السكان لمنع شاحنات وحمال الشركة الاسبانية من طرح الأزبال بالمنطقة، مما جعل «تيكميد» توقف عمليات طرح الأزبال وتدخل الشاحنات إلى المخزن إلى حين إيجاد مطرح مناسب أو تسديد ديون الشركة من قبل مجلس فاطمة الزهراء المنصوري. هذا الوضع جعل الأزبال تتراكم لعدة أيام في عدد من الأحياء والشوارع بالمدينة الحمراء، مما أدى إلى تشكل أكوام من الأزبال والنفايات بأزقة وشوارع مدينة مراكش، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من السكان، الذين خرجوا للاحتجاج على تراكم الأزبال وتقاعس عمال شركة «تيكميد»، عن عملهم دون أن يكون في علمهم أن مصدر المشكل هو عجز المجلس الجماعي عن تسديد مستحقات الشركة المفوض لها تدبير مطرح الأزبال. انتظر السكان لأزيد من يومين حضور عمال شركة «تكميد» إلى أزقتهم وأحيائهم لجمع الأزبال المتراكمة بالقرب من منازلهم، لكن عدم حصول ذلك جعلهم يتوجهون صوب مقر المقاطعات حيث يجلس رجال السلطة والقياد ويقدمون شكاوى في الموضوع. وقد ازداد الوضع سوءا في شوارع المدينة بعدما أضحت الروائح الكريهة تنبعث من داخل الأكوام المتراكمة من الأزبال، مما جعل بعض الوداديات السكنية تعقد اجتماعات من أجل تدارس الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها من أجل تفادي تفاقم الوضع البيئي. وبشارع علال الفاسي، استنكر عدد من أصحاب المحلات والمؤسسات الصحية والاستشفائية، ما آل إليه قطاع النظافة مما جعلهم يتصلون بأعضاء في المجلس الجماعي لمراكش لتقديم شكاوى في الموضوع، مؤكدين لهم أن هذا القطاع يعتبر أحد النقط السوداء في جبين المجلس الجماعي لمراكش، الذي ترأسه فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة. واعتبر أحد الغاضبين أن تردي الوضع البيئي بالمدينة ينضاف إلى مشكل انعدام وضعف الإنارة في عدد من التجزئات السكنية، الموجودة بمنطقة جليز، أحد أرقى أحياء مدينة مراكش.