تجمعت لمدة يومين أكوام من النفايات بأزقة وشوارع مراكش، مما أثار حفيظة السكان الذين خرجوا للاحتجاج على تراكم الأزبال وتقاعس عمال شركتي «تيكميد» و«بيتزورنو»، المفوض لهما تدبير قطاع النظافة بالمدينة الحمراء. حيث اتصل العديد من السكان بالمجلس الجماعي لمراكش لإبلاغه احتجاجهم على انتشار الأزبال خلال اليومين الماضيين. فقد خرج بعض عمال النظافة في مسيرة فاتح ماي، وتركوا الأزبال تتراكم بالشوارع، التي أضحت غارقة في أكوام من النفايات. وانتظر السكان أن يتم جمع الأزبال في اليوم الموالي للعيد العمالي، لكن لا شيء من ذلك حدث، بل إن الوضع زاد ترديا، بعدما أضحت الروائح الكريهة تنبعث من الأكوام المتراكمة، هذا الأمر جعل بعض السكان الذين يقطنون بتجزئتي «دار السعادة»، و«الشرف»، يخرجون للاحتجاج على الوضع البيئي الذي آلت إليه تجزئتهم السكنية الجديدة. بدأ الأطباء وأصحاب المحلات الموجودة بشارع علال الفاسي، ومنطقة جليز يتصلون بالمجلس الجماعي للاحتجاج على تردي أوضاع النظافة، مؤكدين أن هذا القطاع يعتبر أحد النقط السوداء على جبين المجلس الجماعي لمراكش، والذي ترأسه فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة. واعتبر أحد المحتجين أن تردي الأوضاع البيئية بالمدينة ينضاف إلى انعدام الإنارة في عدد من التجزئات السكنية، الموجودة بمنطقة جليز، أحد أرقى أحياء مراكش، الأمر «الذي لم يعد يطاق، بعد أن فتح هذا الأمر المجال لعصابات الإجرام لتنفيذ عملياتها»، يقول نور الدين، أحد سكان تجزئة «دار السعادة». وقد تدخل بعض السكان وأعضاء ينتمون إلى وداديات سكنية بدل عمال النظافة، إذ قاموا باستئجار عربات، وقاموا بشحن الأزبال عليها ورميها في أماكن بعيدة عن منازلهم وشققهم، بعدما اتصلوا بمسؤولين عن شركة «بيتزورنو» لطلب «النجدة» ممن أغرقهم وسط أكوام من الأزبال، لكن «لا حياة لمن تنادي»، يقول أحد المتصلين بشركة النظافة. وقد عزت بعض المصادر تراكم الأزبال إلى الإضراب الأسبوعي، الذي يخوضه عمال الجماعات المحلية، في الوقت الذي كانت فيه عمدة المدينة قد وعدت بعض المحتجين بتوظيف عمال لا يضربون عن العمل لأنهم غير تابعين للجماعة.