نظم العشرات من ساكنة حي سيدي عبد الكريم، مدعومين بجمعية تنسيقية الكرامة لساكنة الحي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سطات وقفة احتجاجية الجمعة الماضي أمام المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات للتنديد بالوضع الصحي بقسم الولادة والأم وللتنديد بما أسموه «تفشي المحسوبية والزبونية» داخل مجموعة من الأقسام التابعة للمستشفى (قسم الجراحة، التشخيص، المواعيد، المستعجلات، الأم والطفل) وما ينتج عن ذلك من معاناة شبه يومية للوافدين على المستشفى. وردد المحتجون شعارات استنكروا من خلالها سلوك بعض الأطر بقسم الولادة والأم، مؤكدين أن النساء يتعرضن في القسم المذكور للإهمال وسوء المعاملة، وأعطى المحتجون مثالا على ذلك ما تعرضت له سيدة تقطن بحي سيدي عبد الكريم التي أنجبت مؤخرا في المنزل بمساعدة جاراتها بعد عودتها بساعات من المستشفى، الذي كانت قد قصدته في ذلك اليوم من أجل الولادة وتم إشعارها بأن الوقت لم يحن بعد للوضع، وأضاف المحتجون أن السيدة المذكورة واجهت مشاكل في تسجيل ابنها بقسم الحالة المدنية لعدم توفرها على شهادة الولادة، إلى جانب حالة سيدة أخرى ولجت المستشفى مصابة بنزيف وانتظرت فترة دون أن تحضر الطبيبة المداومة لتفحصها قبل أن يضطر زوجها إلى نقلها إلى مصحة خاصة بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية. وأفاد عبد الرزاق زكي، عن تنسيقية الكرامة لساكنة حي سيدي عبد الكريم «المساء» بأن الوقفة الاحتجاجية جاءت تضامنا مع الحالتين السابقتين، بالإضافة إلى مجموعة من الشكايات التي وردت على الجمعية في شأن الوضع الصحي بالمستشفى، فتم التنسيق بين جمعية تنسيقية الكرامة والجمعية المغربية لحقوق الانسان والمجتمع المدني لتنظيم الوقفة، وأوضح زكي أن هذه الوقفة هي وقفة إنذارية للمسؤولين عن الصحة والسلطات المعنية بالمدينة لإيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها المستشفى، والمتعلقة بقلة الموارد البشرية وعدم الاهتمام بمجموعة من الحالات المستعجلة، خاصة بالليل، وطالب المتحدث الجهات المسؤولة بالتدخل لرفع المعاناة عن المرضى الذين يتوافدون على المستشفى. من جهته، أكد الزيتوني ديلدو، المندوب الإقليمي للصحة بسطات أنه بالرغم من المجهودات التي يقوم بها قسم الولادة والأم، والذي يسهر على إجراء ثلاثة آلاف عملية قيصرية من بين عشرة آلاف ولادة في السنة، بمعدل سبعة وعشرين مولودا في اليوم وأربع عمليات قيصرية، هناك بعض الأخطاء التقنية التي يرتكبها بعض العاملين في قطاع الصحة والتي تسيء إلى صورة مستشفى الحسن الثاني، واعتبر المندوب الإقليمي أن ما حصل للسيدة التي أنجبت في منزلها بعد سوء تقدير من الطبيبة الصينية المداومة هو خطأ تقني في حد ذاته ولا يدخل في إطار الإهمال، مؤكدا أن الشكايتين تم تسلمهما من المعنيين بالأمر وسيتم إجراء تحقيق في الموضوع وسيتم اتخاذ تدابير صارمة بشأن ذلك.