تدخلت، أول أمس السبت، مختلف فرق رجال الأمن، التابعة للأمن الولائي بسطات، مدعومة بأفراد من القوات المساعدة، لمنع المواجهات بين شباب حركة 20 فبراير بسطات وبعض شباب حي «سيدي عبد الكريم»، حينما كان المحتجون يودون اقتحام الحي المذكور من الجهة الشمالية ومواصلة المسيرة إلى حي «مبروكة»، إلا أن شبابا من حي «سيدي عبد الكريم»، المعروف ب«دالاس»، وضعوا حاجزا بشريا وسدوا المنفذ، الذي كانت ستسلكه الحركة، مرددين النشيد الوطني وشعارات تصف أعضاء حركة شباب فبراير بالخونة وأعداء الوطن. وكان شباب الحركة قد سطروا في برنامجهم الأخير القيام بوقفة في كل من حي «الخير» وحي «سيدي عبد الكريم»، اللذين يعرفان مجموعة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وضعفا في البنية التحتية والسكن، من أجل مواصلة الاحتجاج والتنديد بالأوضاع المزرية، التي يعيشها المواطنون في هذه الأحياء الشعبية. وتفاديا لاحتكاكات محتملة، طوق رجال الأمن شباب حركة 20 فبراير وكذا شباب حي «سيدي عبد الكريم»، وتم الفصل بين المجموعتين من خلال وضع أحزمة أمنية، ودخلت االسلطات المحلية والأمنية في حوار مع أعضاء التنسيقية لإقناعهم بتغيير الاتجاه، حيث تحولت الوقفة إلى مسيرة جابت شارع «بئر أنزران»، ردد خلالها المتظاهرون شعارات تندد بالفساد المالي والإداري بالمؤسسات العمومية مثل: «الشعب يريد إسقاط الفساد»، «كلشي غادي بالرشوة»، ورفع المحتجون شعارات تشجب غلاء المعيشة والزيادة الصاروخية في أسعار المواد الأساسية: «علاش جينا واحتجينا المعيشة غالية علينا» و«هذا عيب هذا عار زادوا في الزيت زادوا في السكر»، كما طالبت الحركة بتعليم مجاني تتكافأ فيه الفرص. وعند وصول المسيرة إلى المركز الاستشفائي االجهوي «الحسن الثاني»، توقف أعضاء الحركة لتبليغ احتجاجاتهم إلى المعنيين بالشأن الصحي بالإقليم، رافعين شعارات تندد بالفساد المنتشر في المستشفى من زبونية ومحسوبية: «كالو الصحة بالمجان والأدوية دايرة الثمن» و«هذا عيب هذا عار الرشوة في سبيطار». وفي تصريح لأحد أعضاء تنسيقية دعم الحركة، أكد عثمان غفاري «أن خروج الحركة ما هو إلا حب لهذا الوطن، ودفاعا عن المستضعفين ومحاربة للفساد والمفسدين ووفاء للمعتقلين والشهداء والمطرودين، فلن نخون القضية ولن نتراجع حتى تتحقق مطالبنا، وسنواصل محطاتنا النضالية والتواصلية بساكنة الأحياء الشعبية، واليوم جئنا للتضامن مع ساكنة هذا الحي المهمش، إلا أن البلطجية وعسكرة المكان حالتا دون التواصل مع أهل الحي الأكثر تهميشا، ولن ننجر إلى العنف وسنحافظ على سلمية الحركة ونعاهد سكان حي «سيدي عبد الكريم» على أننا سنعود من أجل الوقوف إلى جانبهم والتنديد بالتهميش الذي يعيشه حيهم، وهنا نتساءل من له المصلحة في الحيلولة دون الوصول إلى عمق الحي، وأمام حرصنا على سلامة مناضلينا وتجنبا للاصطدام، فقد قررنا تغيير الاتجاه».