قال كريم العالم العضو الجامعي، ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية، إن مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا هي فرصة لإطفاء غضب دورة الغابون وغينيا الاستوائية، التي خرج من دورها الأول. وأبرز العالم في حوار أجرته معه "المساء" أن هناك لاعبين جدد، وأن من المهم بالنسبة للمنتخب الوطني أن يؤكد أنه يمضي في الطريق الصحيح، خصوصا أن كأس إفريقيا 2015 ستنظم بالمغرب. من ناحية ثانية دافع العالم عن تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية في سنتي 2013 و2014، مشيرا إلى أن لتنظيم هذا الحدث فوائده الكبيرة. - دخل المنتخب الوطني لكرة القدم، المرحلة الأخيرة من التحضيرات استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، فما هو رهان الجامعة بخصوص هذه الدورة؟ صحيح، لقد دخلنا مرحلة العد العكسي تحضيرا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا، حيث يحدونا أمل كبير أن يوقع المنتخب الوطني على مشاركة جيدة، خصوصا بعد خيبة الدورة الماضية بالغابون وغينيا الاستوائية. بالنسبة لنا نرى أن دورة جنوب إفريقيا فرصة لإطفاء غضب الجمهور المغربي الذي خلفته المشاركة في دورة 2012 التي لم تكن النتائج خلالها في مستوى الآمال المعقودة وفي مستوى انتظارات المغاربة، لذلك رهاننا كبير هذه المرة على أن تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح، وأن يتمكن المنتخب الوطني من إسعاد ملايين المغاربة، علما أن تجاوز الدور الأول يظل هو الرهان الأول، وبعدها فإن كل شيء يبقى ممكنا، مثلما أكد المدرب رشيد الطوسي في تصريحاته، كما أن الأساسي اليوم، هو أن نحس أن هناك منتخبا يتشكل على نار هادئة، بمقدوره أن يقول كلمته، وأن يشرف المغاربة، لاسيما وأن المغرب سينظم في 2015 كأس إفريقيا للأمم، وساعتها لن يكون الرهان هو تجاوز الدور الأول، ولكن الفوز باللقب والاحتفاظ به في المغرب، ولقد قال الطوسي إن معدل أعمار اللاعبين هو 24 سنة، وهذا عامل مهم، يؤكد أن هناك عملية بناء تتم. كجامعة عملنا على توفير كل شروط الاستعداد والتحضير الجيد للمنتخب الوطني، سواء في ما يخص البرنامج التدريبي أو الإقامة أو جميع الأشياء المتعلقة بمشاركة المنتخب الوطني، أو في ما يتعلق بالمعلومات وبالإحصائيات وبأشرطة الفيديو عن الفرق المنافسة. - هل استفدتم من أخطاء المشاركة في الدورة الماضية بالغابون وغينيا الاستوائية؟ بالتأكيد نحن نعمل على الاستفادة من الأخطاء والعثرات، ومن لا يعمل هو الذي لا يخطيء، هناك اليوم مدرب مغربي هو رشيد الطوسي، ومساعدين مغاربة، بل إن الأمر يتعلق بطاقم مغربي خالص، وصراحة عندما أرى كيف يعمل رشيد الطوسي ومساعدوه، وأرى الحب والتفاني الكبير الذي يجمعهم، وكيف أنهم يعملون في تناغم، وكل واحد منهم يقوم بدوره، إذ هناك وليد الركراكي، الذي لعب بأوربا، وله شخصيته الخاصة، ولعب للمنتخب الوطني ويعرف اللاعبين جيدا مثلما يعرفونه هم أيضا، وهناك أيضا رشيد بنمحمود صاحب النكتة، والذي لعب في المنتخب الوطني والخليج العربي، وله حضوره الخاص، وهناك أيضا مدرب الحراس سعيد بادو، بخبرته وبشخصيته وبحماسه، وبقية أفراد الطاقم التقني، صراحة عندما ترى هذه المجموعة وطريقة اشتغالها، لا يمكن للمرء إلا أن يتفاءل ويتوقع النجاح، علما أن الجمهور المغربي ذكي ويزن الأمور جيدا، فهو ينتظر من اللاعبين المغاربة أداء جيدا وأن يتابعهم وهم «يتقاتلون» ويبللون قميص المنتخب الوطني بالعرق، وبعد ذلك فكل شيء ممكن. - وما هي قراءتك لمجموعة المنتخب الوطني؟ الأمر لا يتعلق بمجموعة سهلة مثلما قد يتبادر إلى ذهن البعض، فنحن نتواجد في مجموعة البلد المنظم جنوب إفريقيا، وبطبيعة الحال فالمنتخب المنظم يستفيد من عاملي الأرض والجمهور، ويكون لديه حماس كبير لتحقيق نتائج إيجابية، كما أن أنغولا لديها منتخب قوي، شارك في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، ولديها لاعبون جيدون، دون أن نغفل أن منتخب الرأس الأخضر الذي ينظر له البعض على أنه حلقة ضعيفة، منتخب قوي، بدليل أنه أقصى منتخب الكامرون من النهائيات. بالنسبة للمنتخب الوطني، هناك لاعبون جدد يبحثون عن تأكيد ذواتهم، وهناك لاعبون شاركوا في الدورة الماضية بالغابون وغينيا الاستوائية، وخرجوا بقناعة مفادها أنه كان بإمكانهم تحقيق الأفضل، لكن الكثير من العوامل منعتهم من ذلك، كما أن هناك مدربا مغربيا يبحث بدوره عن التألق، لحسن الحظ أن دورة 2013 جاءت بسرعة، وهي فرصة لهؤلاء جميعا، ليؤكدوا أحقيتهم، وأنهم قادرون على تحقيق الأفضل والظهور بوجه جيد، بل وأن يتركوا بصمتهم في النهائيات. - قبل إعلان اللائحة النهائية للمنتخب الوطني، تفجرت قضية اللاعب عادل تاعرابت ورفضه اللعب للمنتخب الوطني، وما تلاها من تداعيات، فهل ستدخل الجامعة على الخط وتتخذ إجراءات تأديبية في حق اللاعب؟ أولا ليس هناك لاعب رفض الانضمام إلى المنتخب الوطني، لأن الرفض عمليا يتم بعد أن يتوصل اللاعب باستدعاء من الجامعة ثم يرفض تلبيته، وفي حالة تاعرابت لم يحدث هذا الأمر، بل إن الذي حدث هو أن المدرب الطوسي قام بزيارة إلى إنكلترا للقاء اللاعب، وهو الأمر الذي لم يتم، علما أن زيارة اللاعب ولقاؤه لا تعني مثلما أكد الطوسي أن اللاعب قد ضمن مكانته في المنتخب الوطني وسيشارك في النهائيات، لقد كان الطوسي يسعى ليبسط أمام اللاعب برنامج عمله، والشروط التي يفرضها الانضمام إلى المنتخب الوطني، لكن الذي حدث هو أن تاعرابت استبق الأحداث، وأراد أن يظهر بصورة أنه هو الذي رفض الانضمام إلى المنتخب وليس العكس، في النهاية، ما يهمنا نحنا هو أن تحترم اختيارات المدرب، وأن يفرض قناعاته، علما أن اللاعب الذي قد لا يكون صالحا اليوم، قد يصبح صالحا يوم غد، واللاعب الذي لديه مكانته قد تضيع منه غدا، إذا لم يواصل الاجتهاد والعمل والحفر في الصخر من أجل مكانة في منتخب وطني يطمح الكثيرون لحمل قميصه واللعب له. ومع ذلك، فصدقني فجميع اللاعبين، بما فيهم تاعرابت نفسه لديهم غيرة كبيرة ويحلمون بشكل دائم باللعب للمنتخب الوطني، بدليل أن كثيرين رفضوا الانضمام إلى منتخبات أخرى من أجل منتخب بلادهم، بل إن منهم من واجه ضغوطات كبيرة حتى لا يلتحق بالمنتخب الوطني ومع ذلك، فإنهم لم يرضخوا للضغوطات وقرروا حمل قميص المنتخب الوطني، علما أن الاتحاد الدولي(فيفا) بالرغم من أنه يلزم الفرق بتسريح لاعبيها قبل 15 يوما على انطلاق النهائيات التي تجرى تحت إشرافه، فإنه لا يوقف البطولات، وهو ما يدفع الفرق إلى ممارسة الضغوط. - وماذا عن حالة الحارس محمد أمسيف؟ أمسيف حالة خاصة، وقد شرح للمدرب الطوسي موقفه، والضغوطات التي يعيشها، الأمر الذي تفهمه المدرب بل والتمس له الأعذار، خصوصا أن الأمور وصلت حدا لا يطاق بالنسبة له. - قمت مؤخرا في إطار بعثة لوفد مغربي بزيارة إلى اليابان، حيث تابعت منافسات كأس العالم للأندية، ما هي خلاصات هذه الزيارة؟ لقد جاءت هذه الزيارة، في إطار تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية في دورتي 2013 و2014، حيث كنت مرفوقا بمسؤولين من الوزارة والجامعة. وللصدف، فأول وفد ترأسته وأنا عضو في الجامعة، يعود إلى سنة 1999 في كأس العالم للأندية التي جرت بالبرازيل، حيث ترأست الوفد الجامعي الذي أوفدته الجامعة، وهي الدورة التي شهدت مشاركة فريق الرجاء البيضاوي في أول كأس العالم للأندية تنظمها الفيفا. لقد كنت مرفوقا بمسؤولين في الجامعة، وأيضا بالسيد كريم العكاري الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة، وقد سافرت شخصيا لأن الفيفا تنتدب مستشارا لها من الجامعة المنظمة، وقد وقع علي الاختيار لأكون بمثابة صلة الوصل، وأيضا لأمثل الجامعة، كما سافر ممثل الوزارة، لأنه يمثل الحكومة التي التزمت بدفتر تحملات فيه الكثير من النقاط سواء المتعلقة بالملاعب أو الأمن أو الإقامة أوالكثير من التفاصيل الأخرى. سافرنا أيضا بهدف الاستفادة من التجربة التنظيمية لليابان، ولنعرف ما الذي تنتظره الفيفا من المغرب، وكيف يمكن أن نعطي لكل متدخل في التنظيم قيمته ووزنه وحقه، علما أن الفيفا تتعامل مع الجامعات وليس مع الوزارة، لكن تواجد الوزارة أساسي حتى لا تبدو الجامعة وكأنها فرع بدون جذور. هذه أول مرة ستنظم فيها كأس العالم للأندية خارج أسيا أو أمريكا الجنوبية، ففي السابق كانت هذه الكأس تنظم بين حامل لقب أندية أمريكا الجنوبية وبطل أوروبا، وكانت تجرى باليابان، قبل أن تصبح في سنة 1999 مسابقة تنظم تحت إشراف الفيفا، علما أنها توقفت لمدة ولم تعد إلا في سنة 2005، إذ منذ ذلك الوقت وهي تنظم بانتظام، وبالنسبة للمغرب فمن المهم بالنسبة له أن ينظم مثل هذا الحدث. - لكن أصواتا تعالت مؤخرا أكدت أن من شأن تنظيم المغرب لهذه البطولة أن يكلفه خسائر مالية كبيرة؟ إن تنظيم هذه الدورة شرف كبير للمغرب، وفيه الكثير من الأشياء الإيجابية التي ستعود عليه بالنفع، إن على المستوى السياحي، أو على مستوى التمرس على تنظيم تظاهرات رياضية كبرى، خصوصا أننا مقبلون على تنظيم كأس إفريقيا في 2015. صحيح، أنه يمكن في السنة الأولى أن لا تتحقق أرباح، أو تكون هناك خسائر مالية، لكن الفيفا تمنح للبلد المنظم فرصة تنظيم البطولة لسنتين متتاليتين، من أجل الاستفادة من الأخطاء وتداركها والتمرس على التنظيم، وأيضا لتصحيح ما يمكن تصحيحه، ثم إن الدورات السابقة نظمت في اليابان والإمارات وهما بلدان غنيان منحا لهذه البطولة إشعاعا كبيرا، واليوم ستنظم الدورة بالمغرب، وقيمة أية بطولة وشعبيتها هي بأقدميتها، وبعد سنوات سيأتي من يقول إن المغرب كان شجاعا وهو ينظم هذه البطولة، لقد كنت في اليابان، وتابعت كيف أن 18 ألف برازيليا جاؤوا مباشرة إلى طوكيو، وخلقوا الحماس في الملعب، بل وجاؤوا عبر رحلات متفرقة، منهم من جاء عبر أمستردام أو باريس أودبي، هدفهم كان هو الوصول إلى طوكيو وتشجيع فريقهم، رغم أنهم قطعوا مسافة امتدت ل24 ساعة من الطيران، وهذا التنقل هو الأكبر في التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية، عندما تحول الجنود الأمريكيون إلى أوربا. في المغرب هناك مسافة قريبة بالنسبة للبرازيليين، فإذا كان بطل البرازيل هو كورينتيانس أو فاسكوداغاما، من المؤكد أن الحضور الجماهيري سيكون أكبر، علما أنه من الممكن أن يكون بطل أوروبا من إسبانيا عبر برشلونة أو ريال مدريد، ومع المسافة القريبة، يمكن أن نتوقع حضورا جماهيريا غير مسبوق واحتفالية كبيرة، إضافة إلى أن المغرب سيكون ممثلا بفريق أيضا، إذا كان الرجاء أو الوداد أو غيره يمكن أن نتوقع أجواءا حماسية. وإضافة إلى كل هذه المعطيات، فمن المفيد بالنسبة للمغرب الذي بنى ملاعب رياضية كبيرة أن يتعلم تدبيرها مثلما هو معمول به في أوربا، وبشكل يجلب فئات كبيرة، لأن هذه الملاعب إذا لم تدبر مثلما هو معمول به في أوربا وأن يأتي إليها مشجعون لديهم إمكانيات مالية، وأن يتم احترام كل من يلج إلى الملعب، فإن الفائدة لن تكون كبيرة، لذلك تنظيم هذه البطولة مهم جدا، وسيجني من ورائه المغرب فائدة كبيرة، المهم هو أن نمضي في الاتجاه الصحيح، وأن نستفيد من الأخطاء.