تتجه جامعة كرة القدم إلى عدم الموافقة على التجمع التدريبي الذي قرر المدرب رشيد الطوسي، إقامته للمنتخب الوطني بالإمارات، استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا. ومبرر رفض الجامعة حسب ما ينقله المقربون منها، هو أن هذا التجمع سيكون بدون فائدة بالنسبة للمنتخب الوطني، ولن يخدم برنامجه الإعدادي، ولا رغبته في التوقيع على مشاركة جيدة. إلى اليوم، لم يتحدث أي مسؤول في الجامعة بوجه مكشوف، بل هناك حديث فقط ينقل عن مصادر مقربة أو مطلعة أو مسؤولة، بينما يقدم آخرون رواية أخرى للرفض، ويرون أنه مادام أن المنتخب الوطني سيتحول إلى الإمارات بدعوة ولن يصرف من ماليته أي سنتيم من أجل إقامة هذا التجمع، فإن «صقور» الجامعة رأوا أنه لا بد من إشهار «الفيتو» ضد هذا التجمع، بما أن تكفل الطرف المضيف بكل المصاريف، لن يمنحهم أي هامش للمناورة والحصول على ما اعتادوا عليه في مناسبات سابقة. ما يحدث اليوم يطرح أكثر من علامة استفهام، ويكشف ازدواجية المعايير في التعامل مع المدرب المغربي ونظيره الأجنبي. إذا كانت الجامعة مقتنعة بأن تجمع الإمارات لن يكون في صالح المنتخب الوطني، فمن المفروض أن تعلن عن ذلك بوضوح، وأن تتحمل مسوؤلياتها الكاملة، علما أن المدرب-أي مدرب- من المفروض أنه يعرف جيدا ما يقوم به والأسباب العلمية التي تدفعه إلى اختيارات معينة، علما أن الكثير من أعضاء الجامعة ليسوا مؤهلين للحسم في مثل هذا القرار، لأن الذين وافقوا على أن يقيم المدرب البلجيكي السابق إيريك غيريتس تجمعا تدريبيا بماربيا تحضيرا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي جرت بالغابون وغينيا الاستوائية في 2012 لا يمكنهم اليوم أن يصدروا أحكاما، أو أن يعرفوا ما يمكن أن يعود بالنفع على المنتخب الوطني، أما إذا كان مبرر الرفض هو الرغبة في الحصول على جزء مما يعتبروه «صقور» الجامعة «كعكة»، فإن هذا الأمر خطير ويكشف مثلما أكدت محطات سابقة أن الجامعة في حاجة إلى عملية تنظيف. في الاتحادات الكروية التي تحترم نفسها هناك خبراء تقنيون على درجة كبيرة من الفهم والوعي بالمجال الكروي، ويمكن أن يجالسوا أي مدرب ويناقشوه في كل كبيرة وصغيرة. لدينا نحن، هناك عضو جامعي يدعى كريم العالم هو المكلف عمليا بالمنتخب الوطني، ورغم سقوطه في الكثير من الامتحانات مازال «بت نبت»، وهناك رئيس اسمه علي الفاسي الفهري، يبدو وهو يسير الكرة كما لو أنه جاء من كوكب آخر، وهناك وهناك الكثير من الأعضاء «الكومبارس».