يقضي اللاعب عزيز أوزوكات إجازة قصيرة في الدارالبيضاء بين أهله ودويه بمناسبة عيد الأضحى، بعد أن فضل الاغتراب في الديار الفرنسية هروبا من الجحود والتنكر، عزيز يحكي ل«المساء» في هذا الحوار سر الاختفاء ويروي ما تبقى من علاقة مع الكرة وذكريات من الزمن الجميل للأولمبيك البيضاوي، ويؤكد أن قتل الفريق البيضاوي جريمة في حق الكرة المغربية. - الكثير من المتتبعين يتساءلون عن سر اختفاء أوزوكات وابتعاده عن محيط الكرة المغربية؟ < الاختفاء ناتج عن رحيلي إلى الديار الفرنسية منذ سنة 2003 حيث اخترت الإقامة في باريس بعد أن تبين لي بأن المغرب يغلق أبوابه في وجه اللاعبين القدامى، لكنني رغم كل ما أحمله في قلبي من تدمر واستياء إلا أنني لم أبتعد عن الكرة حيث مارستها في العاصمة الفرنسية كلاعب مع فريق من النجوم القدامى، أو كمدرب للناشئين. - لماذا لا تستغل الفرصة من أجل التكوين في مجال التدريب؟ < من قال أن أوزوكات لا يهتم بمجال التكوين، إن شغلي الشاغل الآن ومنذ أن وطأت قدماي باريس هو التكوين من أجل الجمع بين الخبرة الميدانية والتأهيل النظري، الحمد لله اجتزت مجموعة من الاختبارات وأنا أتابع دروسا نظرية وتطبيقية بشكل منتظم من أجل نيل أعلى الشواهد في مجال التدريب لأن لي طموحات لا حدود لها، ولقد نلت ديبلوم الدرجة الثانية من الاتحاد الأوربي وأسعى لاستكمال مساري في مجال التكوين، الحمد لله هناك مجموعة من اللاعبين الدوليين الذين يحملون نفس الهاجس، كيوسف فرتوت وعبد الإله صابر وهما معا يشاركاني نفس التكوين. - ألا يراودك حلم تدريب فريق مغربي مثلا؟ < هذا هو الحلم الذي أسعى إلى ترجمته على أرض الواقع لدي طموحات كبيرة وأسعى جاهدا إلى خدمة الكرة المغربية لأنها محتاجة إلى أبنائها، أنا منشغل أولا بالتكوين وحين سأنال ما أصبو إليه من شواهد سأكون رهن إشارة وطني، لأنني أومن بأن الكرة يجب أن تظل من اختصاص «لكوايرية» وليس فئة المتطفلين الذي يستغلون ابتعاد اللاعبين القدامى عن المجال للسيطرة عليه والتحكم فيه. - كنت عميدا للأولمبيك البيضاوي لكنك بعد الاندماج مع الرجاء لم تلتحق بالفريق «الأخضر»؟ < حين حصل الاندماج كنت آنذاك متواجدا في الديار السعودية حيث لعبت لثلاث مواسم متتالية مع اتحاد جدة ونادرا ما يستمر لاعب أجنبي كل هذه المدة مع فريق سعودي، لهذا لم أنتقل للرجاء البيضاوي الذي ابتلع أغلب اللاعبين، وبعد عودتي من جدة وقعت لبضعة أشهر رخصة للعب مع الوداد للأسف الأمور لم تسر على النحو الذي كنت أريد، لأعود إلى الخليج وأوقع لفريق روي من سلطنة عمان وهناك كانت خاتمة مشواري كلاعب. - لكنك اشتغلت كمدرب للناشئين بنادي الرجاء البيضاوي؟ < توقفت عن الممارسة كلاعب وانتقلت إلى مجال التدريب معتمدا على الخبرة التي اكتسبتها طيلة مشواري الكروي وتعاملي مع العديد من المدربين الكبار خاصة الفقيدان بلخير والعماري تغمدهما الله بواسع رحمته، لكن ورغم تحقيقي لنتائج جيدة رفقة فتيان وشبان الرجاء إلا أن ظروف العمل لم تكن مواتية لهذا فكرت في الرحيل. - لماذا لم تحافظ على وظيفتك ضمن شركة الحليب على غرار بقية اللاعبين؟ < كنت موظفا كبقية اللاعبين في شركة الحليب التي كانت تحتضن الفريق، لكن حين اخترت الاحتراف في الخليج العربي رفقة اتحاد جدة لم يكن لي أي خيار آخر سوى ترك الوظيفة والتفرغ للكرة، لم يكن بالإمكان الاحتفاظ بمنصبي وكان من الطبيعي أن أفقده، لأن انتهاء زمن الاحتضان قد نزع العديد من التسهيلات التي كانت تمنح للاعبين. - هل تلتقي باللاعبين الذين حملوا معك قميص جمعية الحليب والأولمبيك البيضاوي بعد تغيير التسمية؟ < للأسف لا ألتقي إلا بالقلة القليلة جدا أغلب اللاعبين «تشتتوا» وكل واحد منهم بحث لنفسه عن فرصة لضمان لقمة العيش بعد قرار ابتلاع الفريق من طرف الرجاء البيضاوي، لو عدت قليلا إلى الوراء لأصبت بالأسف الشديد على نجوم كانوا يصنعون الفرجة في الملاعب، أينهم الآن الله أعلم بمصيرهم. - لكن أغلبهم انضم للرجاء البيضاوي؟ < البعض انضم للرجاء البيضاوي والغالبية تاهت في الأرض بحثا عن فريق لينتهي بها المطاف في النسيان، الجيل الذي جاورني اختفى أين القدميري وبركة بوريضة وبورواين وبلاغة والزيتوني وعزاف والرياحي وغيرهم من النجوم التي اختفت عن الأنظار بعد أن كان الجميع يتنبأ لها بمستقبل زاهر، هناك جيل آخر كان يتعقبنا هو الذي نجا منه البعض كجريندو والشادلي والسلامي وروسي، إن منح الفريق ووضع لاعبيه رهن إشارة الرجاء يعتبر جريمة في حق الكرة المغربية لأن الرجاء أخذ ألقابنا ونجومنا دون أن يعتبرنا جزءا من ماضيه وحاضره، أشعر بالأسى كلما جرني الحديث لتاريخ جمعية الحليب. - هل تتابع الكرة المغربية؟ < نعم أتتبع أخبارها عبر الفضائيات ومن خلال اتصالاتي بالإخوان في المغرب، لكن صدقني الوضع الكروي لا يبعث على الارتياح إننا نعيش فعلا تراجعا خطيرا بعد أن كانت الكرة المغربية هي المتنفس الوحيد للشعب المغربي، الآن لا تزيد الكرة المواطن إلا غضبا ونفورا.