على غرار ما حدث سنة 2011، لم تتوقف لعنة الفضائح الجنسية هذه السنة عن مطاردة أبرز الشخصيات على الساحة السياسية، فبعد أن استطاع دومينيك ستراوس كان الإفلات من المتابعة القضائية، بسبب تهمة التحرش بالعاملة نافيساتو ديالو داخل فندق السوفيتيل بنيويورك، وجد نفسه مضطرا من جديد للمثول أمام القضاء، وبتهم ثقيلة مرتبطة بالفضائح الجنسية. لكن هذه المرة ستكون العدالة الفرنسية وراء إصدار قرار متابعة المدير السابق لصندوق النقد الدولي، بتهم تتعلق بالدعارة الراقية، في إطار ما أطلقت عليه المنابر الإعلامية الفرنسية تسمية «شبكة الكارلتون». وبذلك تم عرض التهم الموجهة لستراوس كان أمام القضاء، والمتعلقة ب«المشاركة في أعمال القوادة»، وحضوره لعدد من السهرات الماجنة، بكل من باريس وواشنطن، لأجل التوصل إلى معرفته المسبقة بأن النساء اللواتي كن يشاركن في تلك السهرات كن مومسات يمتهن الدعارة نظير الحصول على مقابل مادي. ورغم كون القانون الفرنسي لا يجرم إقامة علاقات غير شرعية، لكنه يحظر أعمال القوادة والتكسب المالي من أنشطة البغاء. وإذا تبين للقضاة الفرنسيين بأن المدير السابق لصندوق النقد الدولي كان متورطا فعلا في شبكة «الكارلتون»، فستتم متابعته بالتورط في أعمال القوادة، التي تتراوح عقوبتها الحبسية بين 7 و20 سنة إن تم ارتكابها في إطار شبكة، على غرار شبكة «الكارلتون». وفي مستهل شهر غشت من السنة حدث تطور مفاجئ ومثير لما يعرف بقضية الزاهية دهار، حين أمرت العدالة الفرنسية بإحالة نجمي المنتخب الفرنسي، كريم بنزيمة وفرانك ريبيري على القضاء لمتابعتهما بممارسة الجنس مع بائعة هوى ما دون السن القانوني. وإذا كانت هذه الفضيحة لم تؤثر كثيرا على المشوار الكروي للاعبين، فإنه إذا ثبت للقضاء بأن لاعبي كرة القدم داخل المنتخب الفرنسي كانا على علم مسبق بالسن الحقيقي للزاهية دهار لدى ممارستهما للجنس معها خلال سنتي 2007 و2008، فسيتابعان بعقوبة حبسية تصل مدتها لثلاث سنوات وغرامة مالية قدرها 45 ألف أورو. كما تستمر فضيحة ممارسة الجنس مع قاصر في مطاردة سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، وفي تطور ملفت للفضيحة الجنسية التي كانت بطلتها القاصر المغربية كريمة محروق المعروفة بلقب «روبي»، تحدث الإعلام الإيطالي عن فرار هذه الأخيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى لا تدلي بشهادتها أمام القضاء الإيطالي بخصوص ممارستها للجنس مع برلسكوني حين كان سنها لا يتجاوز الثامنة عشر. ولدى انكشاف هذه الفضيحة أنكرت روبي قيامها بممارسة الجنس مع برلسكوني، لكن تبين للمحققين فيما بعد، بالاستعانة بنصوص مكالمات هاتفية مسربة نسبت لروبي، أن الاثنين كانت تربطهما علاقة جنسية. ففي إحدى تلك المكالمات طلبت روبي من برلسكوني أن يدفع لها أموالا مقابل عدم إفشائها سره، وحينها أجابها بأنه على استعداد لإعطائها كل ما تريد من أموال. ورغم هذه الفضيحة الجنسية ومتابعته بقضايا فساد أخرى، صرح برلسكوني بداية هذا الشهر بنيته الترشح لمنصب رئيس الوزراء خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، وكشف عن عزمه الزواج من فتاة في السابعة والعشرين من عمرها تدعى فرانسيسكا باسكال، رغم فارق السن الكبير بينهما (برلسكوني يبلغ 76 سنة). ومن أبرز الفضائح التي طبعت المشهد السياسي والإعلامي العالمي هذه السنة، فضيحة الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس، الذي اضطر بسبب الفضيحة للاستقالة من منصبه على رأس وكالة المخابرات المركزية. هذه الفضيحة التي انكشفت مؤخرا تعود مجرياتها إلى سنة 2002، ولها علاقة على ما يبدو بالتفجير الذي حدث بالقنصلية الأمريكية بليبيا، حيث كشفت عشيقة بترايوس خلال محاضرة ألقتها بإحدى الجامعات أن ما حدث بالقنصلية قد يعود سببه إلى قيام وكالة المخابرات المركزية باعتقال مجموعة من عناصر الميلشيات الليبية داخل أسوار القنصلية، ومحاولة عناصر أخرى من نفس الميلشيات تحرير إخوانهم من الاعتقال. وبسبب نفس الفضيحة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تأجيل ترشيح الجنرال جون ألين قائدا للقيادة الأمريكية الأوروبية وقائدا أعلى لقوات التحالف في أوروبا. وجاء الإعلان عن الخبر بعد الكشف عن كون ألين يخضع للتحقيق في مزاعم عن اتصالات مشبوهة مع امرأة في قلب الفضيحة التي تلاحق ديفيد بيترايوس تدعى جيل كيلي، والتي اشتكت لدى مكتب التحقيقات الفدرالي عن مضايقات تعرضت لها من قبل امرأة تبين لاحقا أنها برودويل (عشيقة بترايوس) وهو الخيط الذي أدى إلى كشف الفضيحة. محمد حمامة