انتقل أزيد من 200 عنصر أمن وعدد من عناصر القوات العمومية، صباح أمس الثلاثاء، لمحاصرة سكان الحي الصفيحي «باشكو» بعد هدم عشرات «البراريك»، التي عمر فيها سكانها أزيد من خمسة عقود. وعاينت «المساء» محاولة انتحار أحد قاطني دور الصفيح بعد أن صعد إلى سطح بيته رفقة طفلين، وهدد السلطات المحلية وقوات التدخل السريع بالانتحار في حال هدم منزله الصفيحي، غير أن بعض المسؤولين أقنعوه بتسوية ملفه وثنيه عن الانتحار. وتواصلت عمليات هدم الأكواخ القصديرية إلى ظهيرة أمس الثلاثاء، في حين أخطر آخرون بأن اليوم الأربعاء سيكون آخر إنذار لكل قاطني الحي المرحلين إلى مشروع «النسيم» بحي سيدي معروف. وداهمت عناصر القوات المساعدة عددا من دور الصفيح، في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، لإفراغها بالقوة من السكان وفسح الطريق أمام الجرافات التي حولت عشرات المنازل إلى حطام. وحسب عدد من الشهادات التي استقتها «المساء» على لسان سكان الحي الصفيحي «باشكو»، فإنهم لم يتوصلوا بأي قرار للمحكمة يقضي بإفراغهم، كما وجهوا اتهامات مباشرة إلى مسؤولين بالسلطة المحلية بتسلم رشاوى قدرت ب5 ملايين سنتيم للاستفادة من السكن بشقق السكن الاقتصادي بمدينة الرحمة بسيدي معروف. وانقسمت عناصر قوات التدخل السريع إلى وحدات توزعت بالحي الصفيحي، محاولة منها لاختراق دروع بشرية شكلها السكان للحيلولة دون هدم مساكنهم الصفيحية، ورابض عدد من سكان «الكاريان» أمام الأكواخ المهدمة، رافعين صور الملك والأعلام الوطنية، في حين أصرت أسرتان على البقاء وسط حطام كوخين قصديريين. ولم تلجأ عناصر قوات التدخل السريع والقوات المساعدة إلى استخدام القوة في حق السكان الذين اقتنع أغلبهم بالتخلي عن منازلهم القصديرية. واتهم عدد من السكان مسؤولين محليين باختلاسات مالية وتزوير الإحصائيات الرسمية لعدد سكان الحي الصفيحي «باشكو» قصد التلاعب في قائمة المستفيدين من شقق السكن الاقتصادي، وقال أحد السكان إن بعض أعوان السلطة ساعدوا أشخاص لا علاقة لهم ب»كاريان باشكو» على إنجاز بطاقات تعريف وطنية تحمل عنوان الحي الصفيحي. من جهة أخرى، وجدت السلطات المحلية صعوبة لحل مشكل الأسر المركبة، التي تطالب باستفادة كل أسرة (زوج وزوجة) من شقة على حدة، بينما أفاد مصدر من السلطات أن الأخيرة تعتمد في عملية الترحيل على إحصاءات سابقة.