أكد الدولي المغربي عادل تاعرابت أنه مشتاق للعودة إلى المنتخب الوطني وأنه مستعد لتلبية دعوة الناخب الوطني رشيد الطوسي للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم. وأوضح تاعرابت في حوار مع جريدة "ليكيب" الفرنسية أن مدربه في كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، هاري ريدناب، طلب منه أن يستمر رفقة الفريق وأن يرفض اللعب في "الكان" التي ستقام الشهر المقبل في جنوب إفريقيا. في هذا الحوار، كشف تاعرابت أنه كان يرفض الجلوس كبديل في كرسي احتياط الفريق الوطني، مقابل الاعتماد على لاعبين آخرين لا يلعبون رفقة أنديتهم، كما أشار إلى أنه سيحترم قرار الطوسي حتى لو لم يوجه إليه الدعوة للحضور في كأس إفريقيا، وأنه سيكون أول مشجع للمنتخب المغربي. - أخيرا، تمكن فريقك كوينز بارك رينجرز من تحقيق فوزه الأول في الدوري على حساب فولهام. تحدث لنا عن هدفي الفوز الذين سجلتهما. ينظر الناس إلى أهدافي فقط، ولكن يجب أن يشاهدوا المباراة من بدايتها إلى آخر دقيقة. بالنسبة إلي لقد كانت مقابلة استثنائية، بالإضافة إلى ذلك، كنت ألعب تحت قيادة هاري ريدناب، الذي سبق له أن دربني في توتنهام، وكنت أواجه في نفس الوقت مارتن جول، وهو الشخص الذي استقطبني إلى توتنهام عندما كنت صغير السن. حتى جول قال عقب نهاية مباراتنا أمام فولهام لصالحنا بهدفين لواحد، إن الفرق بين الفريقين كان هو تاعرابت. كانت الأجواء استثنائية في الملعب وكان الحماس كبيرا، رغم أن ملعبنا لا يسع إلا لعشرين ألف متفرج، لكننا كنا نحس أن جمهورنا قريب جدا منا ويدفعنا نحو تحقيق أول فوز. - صف لنا كيف جاء هدفك الثاني الذي كان حديث وسائل الإعلام الإنجليزية. انطلقت بالكرة بسرعة من وسط الملعب ووضعت قنطرة صغيرة لأحد لاعبي فولهام ثم بقيت أنظر إلى تموضع مدافعي الخصم، بعد ذلك سددت الكرة في مكان يصعب على الحارس التقاطها، مستغلا في ذلك تموقع أحد المدافعين الذي حجب الرؤية عن الحارس. - وأخيرا تنفس فريقك الصعداء؟ قبل مباراة فولهام، خضنا ثلاث مباريات لم نهزم في أي منها، ولم يكن ينقصنا شيء لتحقيق أول فوز. في مجموعة من المقابلات كنا في المستوى لكننا لم نكن موفقين ومحظوظين. - مدربك ريدناب كان وراء رحيلك في السابق عن توتنهام، أليس كذلك؟ لكن علاقتي بها ظلت دائما جيدة. لما كنا معا في توتنهام كان يقحمني كلاعب بديل، وكنت ألعب في آخر 15 أو 20 دقيقة وأنا صغير السن. كان دائما يشجعني ويقول لي: «لا أريد أن أتخلى عنك»، لكن عندما تعاقد الفريق مع الهولندي رافاييل فان دير فارت من ريال مدريد في 2010 مقابل 15 مليون أورو، أتذكر أني قلت لريدناب: «الآن أعرف أن فرصتي في اللعب أصبحت منعدمة، حتى لو كنت في أفضل مستوياتي». لم أنس أن ريدناب كان وراء فكرة إعارتي إلى كوينز بارك رينجرز. اتصل بي يوما وقال لي: «لقد قمت بإعارة ريو فيردناند إلى فريق بورنماوث وأعرت فرانك لامبارد إلى سوانسي، يجب أن تلعب أكبر عدد من المباريات وأنت في هذا السن، ولا يهم ما إذا كنت ستلعب في الدوري الممتاز أو في دوري الدرجة الأولى، المهم هو أن تلعب المباريات، فأنت لاعب موهوب». كان ريدناب يعلم أني متعطش لخوض المباريات، وكان أيضا يعلم أني أصبح صعب المراس عندما لا ألعب (يضحك). الآن يقول ريدناب إني أشبه نجم ويست هام، الإيطالي دي كانيو، وأني أتوفر على شخصية جيدة وقادر على جعل الفريق يفوز. منذ توقيعي لكوينز بارك وأنا ألعب كل نهاية أسبوع وأستمتع بذلك. في نهاية المطاف صعدنا إلى الدوري الممتاز وتم اختياري كأفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى وبعدها تم منحي القميص رقم «10» وأنا فخور بذلك، ثم التثيت مجددا بريدناب. - وكيف كان لقاؤك الأول مع ريدناب في كوينز بارك؟ كل شيء مر على أحسن ما يرام. قال بتحيتي وسألني عن طريقة لعب الفريق وعن الروح الجماعية داخل النادي. فعندما يتم تغيير المدربين تتغير عقليات اللاعبين، وريدناب يملك شيئا مميزا، فهو يرفع من معنويات اللاعبين بدرجة كبيرة، ويشعر اللاعب أنه الأفضل في العالم عندما ينصت إلى ما يقوله. قبل المباريات، يجعلنا نتخلص من كل الضغوطات ويحفزنا، وعندما ندخل إلى أرضية الملعب لا نشعر بأي خوف أو ضغط. بعد نهاية المباراة الأخيرة ضد فولهام تقدم نحوي وقال لي: «لقد قلت لك إنك أفضل من لاعبهم بيرباتوف»، ثم توجه صوب ستيفان مبيا وقال له: «يا بطل، أنت قوي وعملاق، وبلياقتك البدنية الحالية يمكنك أن تسجل 10 أهداف في الموسم الواحد»، علما بأن مبيا لا يسجل أبدا (يضحك). إنه يمنحنا الثقة ويموت من أجل لاعبيه. - لكنك حصلت مرة أخرى على إنذار بسبب طريقتك في الاحتفال بالهدف.. صحيح، لا يجب أن أتهور. لقد حصلت على أربع إنذارات هذا الموسم بسبب طريقتي في الاحتفال بالأهداف. - ألا ترى أنك يجب أن تتحكم أكثر في نفسك؟ أجل، لكننا نوجد في آخر سلم الترتيب وكنا جد متعطشين لتحقيق أول فوز، وبمجرد تسجيلي للهدف أردت أن أحتفل به مع الجمهور، وبالتالي تجاوزت خطا أبيض اللون يفصل بين الملعب والمنطقة التي لا يجب على اللاعبين التواجد فيها. قلت للحكم إننا لم نفز منذ 17 مباراة وأنه من حقي الاحتفال بهدف الفوز، لكن يبدو أن رأيه كان مخالفا لرأيي (يضحك). - كلما اقترب «الميركاتو» إلا وارتبط اسمك بالانتقال إلى عدد من الأندية؟ قيل لي إن رئيس آنجي الروسي كان حاضرا لمتابعة مباراة فولهام، وسمعت أن مراقبين من برشلونة الإسباني كانوا أيضا حاضرين. أسمع هنا وهناك أسماء الأندية التي تسأل عني، لكني جددت مؤخرا عقدي لأربع سنوات إضافية رفقة كوينز بارك، ورئيس النادي صرح من قبل أنه لن يجعلني أنتقل إلى أي فريق. الآن لا أعرف ما الذي سيحدث إذا ما قدم فريق ما 20 مليون أورو للتعاقد معي، لكني مرتاح هنا وأحب الفريق وجماهير النادي، وهم أيضا يبادلونني نفس الحب. - أظن أن ريدناب يتمنى ألا يتم اختيارك ضمن المنتخب المغربي للمشاركة في كأس إفريقيا؟ جاء ريدناب مؤخرا لرؤيتي وطلب مني ألا أرحل للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، لكني أجبته: «إذا وجهت إلي الدعوة فلن أرفضها. أحب بلدي وأحب الشعب المغربي وأعرف أن كرة القدم تعني لهم الشيء الكثير». في النهاية شرحت لريدناب أن الحل الوحيد هو ألا تتم المناداة علي للمشاركة رفقة المنتخب. - لم يوجه لك المدرب الطوسي الدعوة للعب للمنتخب منذ رحيل غيريتس. هل تعتقد أنك ستذهب إلى جنوب إفريقيا؟ لست الوحيد الذي لم تتم المناداة عليه، الأمر شمل أيضا مروان الشماخ ومبارك بوصوفة. في تلك اللحظة لم أفهم ما يجري، لكني أعرف أن أي مدرب يأتي بأفكار وتصورات مختلفة، وهذا أمر طبيعي. مؤخرا كان اتصال هاتفي سيجري بيننا لكن الأمر لم يتم. على أي، فأنا مشتاق للمغرب وللمنتخب الوطني، ولن أستطيع ألا ألبي الدعوة في حال توصلي بها. هناك مجموعة من المواعيد الهامة، كأس أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم 2014، وخاصة مباراتنا أمام الكوت ديفوار بأبيدجان، التي يجب علينا أن نفوز بها إذا أردتنا المرور إلى الدور الموالي. - ألا ترى أن تصرفاتك وسلوكاتك كانت دائما محط جدل وأنها كانت تغطي على مستواك؟ الناس يملكون صورة مغلوطة عن تاعرابت. صحيح أني أكره ألا أشارك في المباريات، لكني أتألم عندما يتم إشراك لاعب لا يخوض المباريات رفقة فريقه بدلا مني في المنتخب. لست لاعبا يلعب لعشرين دقيقة، فأنا من اللاعبين المغاربة القلائل الذين يلعبون كل أسبوع 90 دقيقة في المباراة الواحدة وفي أفضل دوري في العالم. الناس يشاهدونني في كل مناطق العالم، وأعلم أن المغاربة يتابعونني عبر «كنال بلوس» أو«الجزيرة»، وأن العرب في كل العالم يشاهدون تاعرابت. كل هذا يجعلني أرفض الجلوس على كرسي الاحتياط، لكني هنا لا أقول إن الناخب الوطني سيختارني بشكل مؤكد للمشاركة في «الكان». أتمنى أن أكون حاضرا إلى جانب زملائي في المنتخب، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، صحيح سأتألم، لكني سأكون أول مشجع للفريق الوطني. - هل أنت متأكد؟ أكيد، وأنا صادق فيما أقول. عندما يتعلق الأمر بالبلد، فلا يهم تاعرابت أو بلهندة أو لاعب آخر، بقدر ما يهم فوز المنتخب المغربي. أشعر بسعادة كبرى عندما نفوز، وأفضل أن يكون منتخبنا بخير بدون تاعرابت على ألا يكون كذلك بحضور تاعرابت. إنه اختيار الطوسي وسأحترم قراره، ولا يجب أن نسى أنه قاد المغرب للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد فوزه على الموزمبيق بأربعة لصفر، وهذه نتيجة تحسب له، لكني سأفعل كل شيء لأبرهن له عن أحقيتي بالعودة إلى المنتخب الوطني. عن جريدة «ليكيب» الفرنسية