هدّد العشرات من الطلبة المقصيين من ولوج أسلاك «الماستر» في كلية العلوم -جامعة ابن طفيل في القنيطرة، أول أمس، بالانتحار الجماعيّ شنقا، في إطار احتجاجاتهم للمطالبة بالتسوية الفورية لملفاتهم العالقة منذ بداية السنة. ونقل المعنيون وفي تصعيد خطير غير مسبوق، احتجاجهم من أمام عمادة كلية العلوم إلى مدخل الباب الرئيسي لرئاسة الجامعة، حيث تجمعوا منذ الساعات الأولى من صباح اليوم نفسه، وقاموا بإغلاق جميع المنافذ في وجه إداريّي الجامعة، مانعين إياهم من تجاوزها، وسط احتجاجات عارمة للطلبة، الذين يقولون إن إقصاءهم تم بشكل تعسفيّ وإن «انتقاء ملفات المرشحين خضع لمنطق الزبونية والمحسوبية»، على حد تعبيرهم. واضطرت السلطات إلى الاستعانة بقوات الأمن لفك الحصار الذي فرضه الطلبة المحرومون من «الماستر» على مداخل رئاسة الجامعة، حيث وُضعت عناصرها في حالة استنفار استعدادا للتدخل، بعدما طوّقت المكان، إلا أن تطمينات بالجلوس إلى طاولة الحوار حالت دون وقوع مواجهات بين الطرفين، ودفعت المحتجّين إلى فك الحصار، وهم يحملون في أيديهم حبالا، في إشارة إلى استعدادهم للانتحار، تعبيرا منهم عن عدم رضاهم ل»التسويف» الذي يطال ملفهم المطلبي. وأكد المحتجّون، الذين سبق لهم أن قضوا عدة ليالٍ معتصمين في العراء رغم الطقس البارد، أنهم «لم يعودوا يؤْمنون بوعود تلقوا منها الكثير»، مطالبين في الوقت نفسه الوزارة الوصية ب»الإعلان عن نتائج لجنة التحقيق الوزارية التي حلت مؤخرا بالجامعة والكشف عن جميع الحقائق وتحديد المسؤوليات». وأبدى الطلبة المضربون إصرارهم على عدم التراجع عن فكرة مواصلة الاحتجاج بكل الطرق للحصول على حقوقهم، وأضافوا أن امتحانات الولوج إلى أسلاك «الماستر» في جامعة ابن طفيل عرفت عدة خروقات، مشيرين إلى أن «هذه العملية غابت عنها معايير الشفافية الضرورية في تدبير هذه الامتحانات». وأكدوا في السياق ذاته أن جهات مُقرَّبة من هذا الملف وعدتهم، في وقت سابق، بإيجاد تسوية للمشكل القائم، إلا أن ذلك لم يتحقق إلى الآن، وأنْ لا أحد اهتمّ بأمرهم وزارهم في مكان إضرابهم، باستثناء النشطاء الحقوقيين وبعض الأساتذة، الذين أعربوا عن تضامنهم المبدئيّ مع المحتجين، إضافة إلى القوات العمومية التي «تتربّص» يوميا بالأشكال الاحتجاجية التي يخوضونها. وأضاف أحدهم، في حديثه إلى «المساء»، أن «قضيتهم مفتعلة ويقف وراءها مسؤولون لا يُحسنون التدبير»، وقال «إن الإدارة تعسفت في حق المحتجّين وأهملت مطلبهم»، بسبب ما وصفه ب»التجاوزات التي طبعت امتحانات الولوج إلى مختلف أسلاك الماستر»، موضحا أن جميع مساعيهم لأجل تدارك هذا الأمر لم تثمر عن أي شيء.