لاشك أن العديد منا يقضي وقتا طويلا في الجلوس على المكتب خلال ساعات العمل، في وضعيات مختلفة، بين السليمة والخاطئة، ولا شك أن لهذه الأخيرة تأثيرا وتداعيات مختلفة على صحتنا الجسدية. هذا ما أكده عثمان الصوافي، أخصائي في الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي، مضيفا أن هذه الوضعيات قد تسبب آلاما عديدة في مناطق مختلفة من أجسامنا، كما أنه يمكن لهذه الوضعيات الخاطئة والمشوهة أن تشكل مصدرا وسببا في مشاكل صحية وأمراض متعلقة بالتهابات في العظام والمفاصل. الخطورة وأضاف عثمان الصوافي أنه يجب أن نعلم جيدا أن الجلوس في وضعية تقوس للظهر على المكتب خلال العمل، يشكل لا محالة أو سيشكل لا محالة آلاما ومعاناة على مستوى الظهر، بالإضافة إلى تشوه في هيئة الجسم وتقوس الظهر مع مرور الوقت، خصوصا أن هذه الوضعيات المشوهة تستمر لمدة طويلة في توقيت مستمر قد يلزمك الجلوس في كل يوم حوالي سبع ساعات، مبرزا أن الجلوس في وضعية مشوهة لرقبتك في تقوسها للكتابة أو القراءة، أو في تقوسها الجانبي للرد على الهاتف، عند وضع الهاتف بين الأذن والكتف، وخصوصا عندما تطول هذه المدة في مهن ووظائف تلزم بالاستماع للهاتف وتسجيل المعلومات في آن واحد. وشدد قائلا: «لاشك أن هذه الأمور ستشكل لا محالة آلاما ومعاناة على مستوى العنق قد تصل إلى التهابات في الفقرات وتآكل في الغضروف. فصحيح أن هذه الآلام تزول بعد تعديل شكل أجسادنا». وأردف شارحا أن الخطير في الأمر وهو ما يجهله الكثير، أن هذه الوضعيات قد تسبب لنا مع مرور الوقت التهابات في العظام والمفاصل، حينها عافانا الله وإياكم لن ينفع تعديل شكل أجسادنا فسنكون مع آلام ومعاناة وجب التعايش معها، بسبب تآكل الغضروف وبداية تماس الفقرات بعضها ببعض. كذلك فالجلوس في ثني مستمر للركبتين، يجعل الركبة بكل مكوناتها من أربطة والعضلات والغضروف في ضغط واحتكاك مستمر، قد يصل مع مرور الأيام إلى التهابات في عظام ومفاصل الركبة. النصائح يتوجه عثمان الصوافي إلى كل من يجلس لفترات طويلة على مكتبه، أن يحرص على استقامة ظهره، إذ يجب تقريب الكرسي من المكتب و تثبيت علوه على مستوى يمكننا من الجلوس والقراءة والكتابة في استقامة للظهر. كذلك عند استعمال الحاسوب يجب الجلوس في هيئة مستوية للظهر والرقبة، بحيث يكون مستوى الشاشة في نفس مستوى النظر. فعلى العموم يجب الحرص على استقامة الرقبة، في أي وضعية قد تحتم علينا تقوسا للرقبة. وشدد على ضرورة تجنب الحركات السريعة والخاطئة في دوران العنق، لتجنب أي تشنجات وآلام في عضلات الرقبة وكذلك في جلوسنا على كرسي المكتب وعند محاولة أخذ شيء يوجد في الخلف، فيجب الدوران بالجسم بأكمله وليس بإبقاء الأعضاء السفلى ثابتة على الكرسي والدوران بالجزء العلوي فقط، فهذا الأمر قد يتسبب في تقلص وتشنج عضلي مباغث وهو ما يتسبب في ألم حاد وعجز عن القيام ببعض الحركات البسيطة، لمدة طويلة. وأسدى نصيحة لكل من يقضي وقتا طويلا على المكتب، أن يحاول إيجاد وقت ولو قصير على رأس كل ساعة يخصصه للقيام عن مكتبه والمشي وتمديد عضلات الجسم بحركات حرة ومتنوعة للأعضاء العليا والسفلى والظهر والرقبة. كما ينصح السيدات والآنسات بتجنب الجلوس بحذاء الكعب العالي، فبالأحرى تجنب لبسه بصفة عامة، أو على الأقل نزعه وأنت جالسة على مكتبك. فالكعب العالي يؤثر على جسمك وأنت جالسة ويسبب لك تداعيات صحية على ألياف عضلة الساق ما يؤثر أيضا على الأعصاب وعضلات وغضروف وأربطة القدم، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض والتهابات وتورمات في العظام والمفاصل وغيرها. كما يجب تجنب فرقعة الأصابع، فالذين اعتادوا على فرقعة الأصابع يتعرضون لأضرار بالغة في أربطة ومفاصل الأصابع فالصوت المرتفع لفرقعة الأصابع يكون ناتجاً عن انخفاض حاد في الضغط في كبسولة المفصل تتسبب في تكوين فقاعة من السائل حول المفصل، وعلى المدى الطويل قد تتسبب فرقعة الأصابع في خلل مزمن في المفصل قد تجعل الشخص يعاني من مشاكل والتهابات وآلام في الأصابع. كذلك يجب تجنب «طقطقة الرقبة»، يؤكد الأخصائي في الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي، لأنه أثبت أن هذه الطقطقة قد تسبب مشاكل صحية قد تصل إلى الإصابة بالجلطة الدماغية، «ولنتذكر دائما وأبدا أن الوقاية خير من العلاج، وأن هذه النصائح ولبساطتها فهي تجنبك مشاكل صحية ومعاناة وآلام أنت في غنى عنها».
عثمان الصوافي اخصائي في الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي