من المهم أن نهتم بتحصيل أبنائنا العلمي، ولكن علينا ألا نغفل أيضا أن لهؤلاء الأبناء أجساد في طور النمو تحتاج منا لرعاية خاصة، وبالتالي وجب أن يكون وزن وحجم المحفظة المدرسية موازيا لحجم ووزن أجسادهم، عثمان الصوافي، أخصائي في الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي، يسلط الضوء على تداعيات وزن المحفظة المدرسية على الطفل مستقبلا . - أين تكمن خطورة المحفظة ثقيلة الوزن ؟ الوزن الزائد في الحقيبة المدرسية قد يسبب أمراضا وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل وآلاما شديدة في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر والقدمين، إضافة إلى أنها تسبب ضغطا على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري، علما أن هذه الأعراض قد لا تظهر بشكل آني في مرحلة الطفولة، وإنما قد تتطور مع مرور الزمن لتظهر في المستقبل. كما أن المحفظة الثقيلة لها تأثير سلبي على نفسية التلاميذ إذ يصير الذهاب إلى المدرسة مقترنا بالعياء والتعب والألم، مما قد يؤثر سلبا على تحصيلهم التعليمي والمعرفي. - هل هذا يعني أن الاستخدام غير الصحيح للحقيبة المدرسية يؤثر على عظام العمود الفقري؟ نعم، فالاستخدام غير الصحيح للحقيبة المدرسية يؤثر على حركة عظام العمود الفقري وتغيير محتويات سائل الغضاريف بين فقراته، مما قد يؤدي إلى الانزلاق الغضروفي وهشاشة العظام حيث إنه في نهاية سن المراهقة نجد أن نسبة كبيرة من الشباب عانوا آلاما في أسفل الظهر. - كيف تؤثر المحفظة ثقيلة الوزن على نمو الأطفال؟ إن أي وزن ثقيل يضغط على عظام في طور النمو فإنه يشكل حسب قانون «ديلبيش» توقفا وبطئا كبيرا في النمو من جهة، من جهة أخرى فنمو العظام يستمر بشكل عرْضي وجانبي ما يشكل تشوهات في النمو تختلف درجاتها باختلاف الضغط الممارس على الجسم. كما أن أي وزن زائد فهو يشكل ضغطا على غضروف المفاصل ما قد يتسبب مع مرور الوقت في تآكل أو انزلاق هذا الغضروف وهو ما يتسبب في آلام جد شديدة بتماس العظام بعضها ببعض. - هناك أيضا وضعية جلوس التلاميذ مقوسي الظهر في الفصل؟ نعم فنظرة أخرى إلى حال أبنائنا في الأقسام الدراسية تحز في النفس، وهي عندما تنظر إلى تقوس تلك الظهور البريئة في طاولات تحتم على كل من يريد القراءة أو الكتابة أن يقوس ظهره وينحني. وكما قلت سابقا فعظام التلاميذ تكون في طور النمو، وبالتالي فهي مستعدة إلى تبني أي شكل نجعلها فيه، ما سيمنحنا لا محالة تلاميذ بظهور مقوسة في المستقبل إن لم نتدارك الموقف. - ما هي نصيحتكم للمربين؟ أتوجه لأساتذتنا الأفاضل بأن يرحموا ضعف أجساد تلاميذهم وعدم مطالبتهم بإحضار العديد من الكتب والمستلزمات الدراسية حتى نخفف من ثقل المحفظة، كما أنصحهم بالحرص على توجيه تلاميذهم إلى تبني وضعيات مستوية للظهر عند الجلوس في الطاولة، خصوصا عند الكتابة والقراءة. في الختام أشير إلى أن كلامي هذا موجه إلى تلاميذ الابتدائي والإعدادي وحتى الثانوي، لأن عظامنا تكون هشة وفي طور النمو والتشكل حتى حدود العشرينات من العمر. - كلمة أخيرة أتمنى أن نثور على قاعدة لازمتنا لسنين عديدة بخصوص هذا الموضوع، وهي أن: « الأستاذة يقرون بوجود الظاهرة، الأخصائيون يحذرون من أخطارها والأولياء يدفعون الثمن». فنريد أن يتحمل كل منا مسؤولياته وأن نحرص ما أمكن على تطبيق ما حاولنا تقديمه من نصائح.
نصيحة هامة يوجه عثمان الصوافي مجموعة من النصائح والتي يعتبرها كأخصائي في الترويض الطبي والعلاج الحركي رسالة إلى أولياء الأمور: - إجراء تدابير وقائية لأبنائهم بالتخفيف من السمنة وتوفير حمية غذائية مناسبة - محاربة الكسل والخمول بضرورة تخصيص وقت من أجل الرياضة ولو مرة في الأسبوع، مع التركيز على حركات رياضية لتقوية عضلات الظهر والبطن. - عدم الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفزيون. - اقتناء محفظة من الأفضل أن تجر على أن تحمل على الأكتاف. - إذا لم تتح فرصة اقتناء حقيبة تجر المحفظة، فيجب ألا يتعدى وزنها وهي فارغة نصف كيلوغرام للأطفال، وكيلوغرام واحد للبالغين، وأن لا يتجاوز %10 من وزن جسم الطفل وهي ممتلئة. - أن يكون هذا الوزن مقسما بشكل مستو على الكتفين، لا أن يكون موجها على كتف دون الآخر، وأن تكون ذات دعامة قطنية سميكة من الناحية الخلفية وذلك لتوفير الدعم للعمود الفقري. - أن يكون للحقيبة المدرسية حمالات أكتاف قطنية عريضة كي لا تؤذي الكتفين، مع الحرص على توجيه أبنائنا كي لا يتأخروا في طريقهم إلى المدرسة أو البيت. - لا يجب أن تنساق الأم وراء رغبة طفلها في اقتناء حقيبة تلائم الموضة لتجنب أضرار العمود الفقري للطفل، كما أن تعليق قارورة الماء حول الرقبة قد يؤدي إلى الألم المزمن لأربطة وعضلات الرقبة.