رغم أن مباراة المغرب التطواني والجيش الملكي التي جرت أمس الأحد، بملعب سانية الرمل بتطوان، جرت بتزامن مع مباراتي برشلونة وأتلتيكو مدريد، وريال مدريد وإسبانيول برشلونة في الدوري الإسباني، الذي يحظى بمتابعة كبيرة في المغرب، وخصوصا في المناطق الشمالية، إلا أن جمهور المغرب التطواني «زحف» بكثافة إلى الملعب وملأ جنباته، بينما ظلت أعداد كبيرة خارجه تبحث عن نصف فرصة لمتابعة فريقها في مباراته أمام الجيش الملكي. الحضور المكثف للجمهور التطواني، هو رسالة واضحة إلى الكثير من الأطراف، مفادها أن الجمهور المغربي يمكن أن يترك ولو إلى حين مباريات البارصا والريال ويأتي إلى الملعب ليشجع فريقه، مثلما يحدث في الكثير من البطولات في مناطق مختلفة من العالم، وهو رسالة إلى الكثير من الفرق التي تطالب بعدم برمجة مبارياتها في نفس الوقت الذي يلعب فيه فريقي البارصا وريال مدريد. أكثر من ذلك، فإن الجمهور التطواني لم يتوقف عن التشجيع طيلة الدقائق التسعين للمباراة، لقد شجع بحماس، وحتى عندما أدرك الفريق العسكري هدف التعادل عن طريق مهاجمه عزيز جنيد، ظل حاضرا بنفس الصخب، بل وأظهر أنه يفهم جيدا في كرة القدم، عندما احتج على مدربه، وهو يتابع كيف أن الفريق أصبح بدون مهاجم صريح. لم يكتف الجمهور التطواني الذي سبق له أن صنع الاحتفالية الموسم الماضي، في «نهائي» البطولة أمام الفتح وحضر بأعداد غير مسبوقة إلى الرباط، بالتشجيع فقط، بل إنه حرص على توجيه رسائل حضارية، ورفع لافتات وجهها إلى المكتب المسير الذي يضع قبضته الحديدة منذ سنوات على الفريق، مثلما وجهها إلى المدرب العامري. لقد قال الجمهور إن العفو من شيم الرجال، في إشارة إلى «التهميش» الذي يطال المهاجم عبد الكريم بنهينة، الموقوف من طرف المكتب المسير، كما قال أيضا إن لقب البطولة لا يعني أن أمور الفريق التطواني بخير، وأبدى عدم رضاه على طريقة تدبيره، ورفضه لأن يتحول فريق يحمل اسم المغرب التطواني، إلى فريق لعائلة بعينها بدل أن يكون فريقا لكل التطوانيين. لقد كانت رسائل الجمهور التطواني بليغة، في مبناها ومعناها، والأكثر من ذلك أنها كانت حضارية، وعكست صورة جمهور يعشق كرة القدم، ويأمل دوما أن يرى فريقه في القمة، ينافس على الألقاب، وأن يضع أرضية صلبة بإمكانها أن تمضي به في الاتجاه الصحيح، فهل ستصل رسائل الجمهور التطواني إلى من يهمه الأمر؟