أصبح بإمكان سكان مدينة الدارالبيضاء، ابتداء من اليوم، استعمال وسيلة نقل جماعية ليست لها علاقة بالحافلات والطاكسيات، ويتعلق الأمر بالخط الأول لمشروع «الترامواي» الممتد على مسافة تقدر بحوالي 31 كلم ويربط بين شرق المدينة وغربها. وينطلق «الترام» بعد حديث دام لأزيد من ثلاثين سنة حول ضرورة إنجاز وسيلة نقل لسكان البيضاء بديلة عن الحافلات والطاكسيات. ويفترض أن يكون الملك محمد السادس أعطى مساء أمس الانطلاقة الرسمية للطرامواي.
وأبدت نادية بوهريز، نائبة المدير العام لشركة «الدارالبيضاء للنقل» التي تكلفت بإنجاز ترامواي» البيضاء، خلال ندوة صحفية تم عقدها أول أمس الثلاثاء، سعادة كبيرة بانتهاء الأشغال في وقتها المعلن سابقا وهو 12 دجنبر 2012، وقالت: «لقد كنا أمام تحدٍّ كبير، وكانت لنا الشجاعة في إنجاز الخط الأول في مشروع الترام في هذا الموعد. ورغم الكثير من التحذيرات فإننا تمكنا من النجاح في هذه المهمة».
وأضافت أن عملية الإنجاز دامت عامين، وأن انطلاق المشروع في وقته المحدد كان نتيجة تضافر جهود جميع الجهات، وقالت: «لقد تم اغتنام هذه الفرصة من أجل إعادة تهيئة مجموعة من الشوارع والطرقات وإحداث بعض الساحات»، وأوضحت أنه خلال عملية الانجاز تم عقد 700 اجتماع للجان المرور. وستصل سرعة «الترام» المتوسطة إلى حوالي 18 كلم في الساعة، وتقدر طاقته الاستيعابية ب250 ألف راكب يوميا، ويتوفر على 48 محطة و3 محطات نهائية، وهي النسيم وحي الكليات والحي الحسني.
وعلى عكس ما تم تداوله في الأيام الأخيرة حول إمكانية الركوب في «الترامواي» في الثلاثة أيام الأولى بالمجان، فإن مصدرا مطلعا نفى هذا الأمر، مؤكدا أنه من الصعوبة اتخاذ مثل هذا القرار في الدارالبيضاء، لكن هذا الأمر لا يعني تقديم بعض التسهيلات على مستوى الانخراطات الأسبوعية والشهرية.
وبعدما تكلفت شركة الدارالبيضاء للنقل بإنجاز «الترامواي»، فإن تسييره سيتم من قبل «كازا طرام»، وهي خليط من وكالة التنمية المستقلة للنقل بباريس وصندوق الإيداع والتدبير بالمغرب و»هولينغ ترانس إنفست»، وذلك لمدة خمس سنوات. وكانت شركة نقل الدارالبيضاء قد منحت شركة «ألستوم» سنة 2009 عقدا تتكلف بموجبه بالتزويد ب74 عربة ترامواي من نوع سيتاديس؛ كما جرى توقيع عقدين آخرين مع الشركة نفسها سنة 2010 بشأن تركيب أنظمة التشوير الضوئية وتزويد الخط بالكهرباء. ويصل طول عربات سيتاديس إلى 65 مترا، وهي قاطرات مزدوجة تستطيع استيعاب ما يزيد على 600 راكب دفعة واحدة. وسيشرع الترامواي في العمل ابتداء من الخامسة والنصف فجرا إلى الحادية عشرة والنصف ليلا، وستكون هناك فواصل بين الرحلات بواقع 4 دقائق و45 ثانية في ساعات الذروة، و8 دقائق و30 ثانية في ساعات الفجوة؛ أما الزمن المتوقع للرحلة فهو 63 دقيقة و30 ثانية بالنسبة إلى الخط الرابط بين النسيم والكليات، و69 دقيقة بالنسبة إلى الخط الرابط بين حي النسيم والحي الحسني.