عبر العشرات من المواطنين بضاحية مدينة العيونالشرقية، خاصة سكان دوار أولاد بوناجي وبعض دواوير المناطق المجاورة لها والتابعة للجماعة القروية عين الحجر القروية الواقعة تحت النفوذ الترابي لدائرة العيونالشرقية، عن غضبهم القوي واستيائهم العميق، صباح الخميس الماضي، إثر إقدام مسؤولي الجماعة على تحويل المطرح العمومي لمدينة العيونالشرقية إلى منطقتهم والشروع في نقل الأزبال ورميها بجوارهم، دون التفكير في النتائج الوخيمة على المحيط البيئي ولا العواقب الكارثية على حياة المواطنين وقطعانهم وحيواناتهم وأراضيهم الفلاحية والرعوية. وأعرب الشيخ البوشيخي، رئيس جمعية بدر للتنمية والحفاظ على البيئة عن صدمة السكان واستغرابهم لما أقدم عليه بعض المسؤولين في المجلس البلدي للعيون الشرقية ومجلس الجماعة القروية لعين لحجر، متسائلا عن الجهة التي اتخذت قرار نقل المطرح العمومي لمدينة العيونالشرقية إلى مكان غير ملائم لاستغلاله في هذه العملية، دون دراسة أو استشارة مع سكان المنطقة، وأضاف أن المكان الذي اختير لنقل المطرح يوجد غير بعيد عن معمل للإسمنت يقع على جنبات الطريق السيار وهو ظاهر للعيان، كما يقع على الخط الفاصل بين إقليمي وجدة وتاوريرت، وبذلك يشوه وجه المنطقة بكاملها ويضرب في العمق إمكانياتها السياحية، مع العلم أن هناك مناطق بالإقليم بعيدة عن السكان في الملك الغابوي وغير مضرة بالمحيط البيئي . وأشار إلى أن المنطقة التي وقع عليها هذا الاختيار غير الصائب مهددة بالفيضانات، الأمر الذي سيؤدي، لا محالة، إلى كارثة تعدم الحياة بالمنطقة. وانتفض سكان المنطقة بمجرد علمهم، صباح نفس اليوم، بشروع شاحنة تابعة للبلدية بإفراغ حمولتها من الأزبال والنفايات هناك خلسة في المدخل المؤدي إلى مقلع قديم للحجارة بجوار منازلهم، مستغلة غياب السكان، وهرعوا إلى عين المكان وتجمهروا هناك معلنين احتجاجهم على القرار، رافضين محاولة فرض وضع جديد وإقامة مطرح للأزبال، مؤكدين أن نقل المطرح البلدي لمدينة العيونالشرقية إلى منطقتهم هو إذلال لهم واستهتار بكرامتهم وتبخيس لحياتهم وتدمير لمحيطهم وإعدام لموارد عيشهم. وأجمل المحتجون، الذين منعوا الشاحنة من معاودة إفراغ حمولتها من الأزبال ووضعوا حراسا على المكان، انعكاسات المطرح السلبية على المحيط البيئي، إضافة إلى الأمراض والروائح الكريهة والبرك النتنة وخلق بؤر للحشرات المضرة من الذباب والبعوض والكلاب الضالة، وتلويث المحيط البيئي، موجهين نداء إلى جميع المسؤولين لرفع الضرر عنهم و إبعاد المطرح عن منطقتهم، وتجنيبهم كارثة حقيقية في المنطقة ومراعاة البيئة وصحة المواطنين قبل كل شيء لأن صحة المواطنين تعلو على مختلف حسابات الاقتصاد والترشيد حسب قولهم. لا بدّ من الإشارة إلى أن المطرح العمومي البلدي العشوائي الحالي بمدينة العيونالشرقية يقع وسط المدينة وينذر بكارثة بيئية حقيقية تهدد الحياة لقربه من التجمعات السكنية واحتوائه على مختلف أنواع النفايات بما فيها السامة. وسبق لسكان المدينة أن وجهوا العديد من الشكايات في الموضوع وتدارست الجماعات والسلطات المحلية والإقليمية وضعيته وتأكد لها خطورة تواجده وسط المدينة. لكن الملف ما زال على رفوف المسؤولين بالمدينة والمصالح الإقليمية بتاوريرت.