ينعقد نهاية الأسبوع المقبل المؤتمر التأسيسي للشبيبة الحركية وسط جدل كبير بين القيادات التي كانت تسيطر على الشبيبة خلال الفترة السابقة و»التيار» الجديد الذي دعا إلى تأسيس إطار بعيدا عن إرهاصات المرحلة السابقة. ومن المرتقب، حسب مصادر من الشبيبة، أن يشارك حوالي 800 مؤتمر في أشغال المؤتمر، التي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام من أجل انتخاب المجلس الوطني والمكتب التنفيذي والكاتب العام، الذي يجب ألا يتعدى عمره 35 سنة، حسب القانون الأساسي الجديد للشبيبة. وسيعرف المؤتمر حضور «مايكل موفو»، عضو شبيبة الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدةالأمريكية، وأحد الفاعلين في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما. إلى ذلك، تفجرت عدة خلافات بين أطر الحركة الشعبية مع إعلان مبادرة تأسيس إطار جديد للشبيبة الحركية، بدل الإطارات الثلاثة السابقة. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الخيار المطروح، كان إما الاحتفاظ بالإطارات الثلاثة التي لم يعد وجودها قانونيا بعد اندماج الحركات، حيث لم تعقد مؤتمراتها ولم تجدد هياكلها، وبين تأسيس إطار شبابي جديد يشترط على المنخرطين فيه ألا يتعدى سنهم 35 سنة. وتبعا لذلك، أولى المكتب السياسي مسؤولية إعداد مشروع إطار جديد إلى عضو المكتب السياسي محمد أوزين، المنسق العام للشبيبة، وهو الإطار الذي يمكن أن تلتحق به أطر الشبيبات الثلاث للحركة التي تتوفر فيها الشروط الجديدة، وخاصة السن. وكانت اللجنة التحضيرية، اقترحت في البداية خفض السن إلى 30 سنة، غير أن غياب أطر شبيبية حركية في هذا السن، اضطرها إلى رفع السن إلى 35 سنة، يقول محمد أوزين، ويضيف في تصريح ل«المساء»: «إن القانون الجديد للشبيبة ينص على ضمان تمثيلية المرأة بنسبة 40 في المائة من جميع الهياكل، فضلا عن تحديد ولاية واحدة من أربع سنوات غير قابلة للتجديد بالنسبة إلى الكاتب العام، أو سنتين قابلتين للتجديد مرة واحدة، كما ستمثل كوطا لجميع الجهات حسب ثقل الحزب في كل جهة». وقال أوزين في تصريح ل»المساء»: «إن «خفض السن إلى 35 سنة سيمكن من خلق شبيبة حقيقية، كما سيقطع الطريق على بعض الأطراف»، وأردف قائلا: «هدفنا هو خلق شبيبة حقيقية، وشخصيا أزكي فكرة خفض السن، وليست لدي أي مطامح في هذا الاتجاه لسبب بسيط هو أن سني يفوق السن الذي أدافع عن الالتزام به في الشبيبة». إلى ذلك، لم تخل التحضيرات لمؤتمر الشبيبة من خلافات نتجت عن بعض الاستقالات. وفي هذا السياق، قدم محمد سقراط، رئيس لجنة الانتداب استقالته، نتيجة ما أسماه ب»الاختلاف التنظيمي والسياسي مع الساهرين على الإعداد للمؤتمر». وقال سقراط، الذي أكد في الاستقالة التي قدمها، والتي تتوفر «المساء» على نسخة منها، أنها ناتجة عن خرقه لميثاق الشرف بإعطائه تصريحات دون استشارة الناطق الرسمي، إن «الساهرين على إعداد مؤتمر الشبيبة يريدون شبيبة على المقاس، ومكتبا وطنيا طيعا». وأضاف سقراط، في اتصال مع «المساء»: «مسألة خرق ميثاق الشرف هي مسألة ثانوية، فكيف يعقل لشبيبة في القرن ال21 أن تحرر ميثاق شرف يمنع إطلاع الصحافة على ما يجري من تحضيرات». وأكد سقراط أنه استقال «احتراما لنفسه»، وأنه سيعمل بمعية مجموعة من الأطر على تأسيس «الشبيبة الديمقراطية الشعبية» بالموازاة مع ما يتم التحضير له. وأشار إلى أن الإطار الذي يسعى إلى تأسيسه سيضم كل ممثلي الفضاء الحركي دون استثناء. وفي رده على استقالة رئيس لجنة الانتداب، قال محمد أوزين، المنسق العام للشبيبة، إن «سقراط ليس لديه تصور لمستقبل الشبيبة، وحتى المشروع الذي قدمه هو مشروع مطابق لمقترح آخر تقدم به أحد الأعضاء، مما اضطر اللجنة إلى التصويت»، وأضاف أوزين: «لا يمكن الحديث عن انتداب في ظل غياب الهياكل المؤهلة للانتداب»، كما أن سقراط، يؤكد المتحدث ذاته، «جاء نتيجة خرقه ميثاق الشرف الذي وقع عليه، واللجنة خيرته بين الإقالة والاستقالة، وهو فضل الاقتراح الثاني».