دعا المشاركون في المؤتمر التأسيسي لمنظمة شبيبة القطب الليبرالي الديمقراطي إلى ضرورة تدخل الدولة من أجل مساءلة بعض الرموز السياسية التي اغتنت من أموال الدعم المقدم للأحزاب. وقال محمد سقراط، الذي انتخب كاتبا عاما للمنظمة خلال المؤتمر الذي عقد قبل يومين بأحد فنادق الرباط، إن الأحزاب المغربية تعاني من فساد يكرسه «شيوخ» أفقدوا العمل السياسي مصداقيته وساهموا في عزوف المغاربة عن المشاركة في الانتخابات. واتهم سقراط، الذي طعن في وقت سابق في شرعية مؤتمر شبيبة الحركة الشعبية، القيادات الحزبية بممارسة القمع والاضطهاد في حق الشباب وإقصائهم من المشاركة في صنع القرار، وأكد أن المغرب في حاجة إلى محاربة «الديناصورات السياسية» لإحداث التغيير، كما تساءل عن الكيفية التي تمكنت من خلالها بعض الرموز السياسية من الاغتناء بعدما كانت تمارس وظائف بسيطة. من جانبه، قال عادل لمرابط نائب الكاتب الوطني إن المتمسكين بقيادة الأحزاب استعملوا «مبيدات سياسية» جعلت الأرض المغربية عاجزة عن إنتاج زعامات حقيقية، كما اتهم الأحزاب بخنق كل مبادرة شبابية، من خلال توظيف لوبيات تبقى مسؤولة عن الأزمة السياسية التي يعرفها المغرب. حزب الأصالة والمعاصرة حضر أشغال المؤتمر التأسيسي وأعلن دعمه ومساندته لهذه المبادرة التي تأتي حسب العربي السالمي، المنسق الجهوي للحزب من أجل تحفيز الشباب على خوض غمار السياسة. ممثلو حزب الهمة سينسحبون مباشرة بعد أن طلب أحمد الدغرني، الذي حضر مبكرا واتخذ له مكانا معزولا قرب المنصة، الكلمة باسم شبيبة (الحزب الديمقراطي الأمازيغي)، الأمر الذي جعل المنظمين في حرج كبير، خاصة وأن تدخل ممثل شبيبة الدغرني لم يكن مبرمجا. المنظمة وفي نهاية أشغال المؤتمر اتخذت مجموعة من القرارات من بينها مقاطعة جميع الأحزاب السياسية ومساندة اللوائح المستقلة، ووجهت دعوة من أجل إعادة النظر في قانون الأحزاب وتفعيل تقارير المجلس الأعلى عوض إقبارها في مكتب الوزير الأول. ويأتي تأسيس منظمة شبيبة القطب الليبرالي المشكلة من شبيبة الأحزاب المندمجة في الحركة الشعبية وشبيبة حزب العهد، حسب ما جاء في الأرضية السياسية، من أجل العمل على إرجاع الثقة إلى الفعل السياسي، والرفع من نسبة المشاركة السياسية وتحديد مكامن الخلل والأطراف المسؤولة عن الوضع المتأزم الذي يعرفه المغرب.