علمت «المساء» أن جهة الدارالبيضاء عاشت، أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، حالة استنفار غير مسبوقة في إطار التحضير للزيارة الملكية. وأكد مصدر مطّلع أن حالة طوارئ أعلنت مساء أول أمس الثلاثاء بعد احتجاج أكثر من 100 شخص من سكان «كاريان بنمسيك» أمام مقر العمالة للمطالبة بحقهم في السكن اللائق في إطار برنامج مكافحة دور الصفيح، الذي تشرف على عملياته التنظيمية وزارة الداخلية. وأوضح مصدرنا أن المحتجين هددوا، بعد أن قدمت لهم السلطة وعودا متكررة لسنوات، باعتراض الموكب الملكيّ خلال زيارته للدار البيضاء من أجل عرض ملفهم على التحكيم الملكي، بعد فشل السلطات المحلية في إيجاد حل لملفهم، الذي ظل عالقا منذ سنوات، مضيفا أن عامل مقاطعة بنمسيك ورئيس الدائرة ورئيس قسم الشؤون العامة اضطروا إلى الالتحاق بمقر العمالة بعد نشوب مناوشات بين المحتجين وأفراد من القوات المساعدة، الذين حاولوا منع المحتجين من التظاهر أمام مقر العمالة. وأشار المصدر ذاته إلى أن مسؤولا في العمالة التقى المحتجين وأوضح لهم أن «الظرفية الحالية لا تسمح بالاحتجاج بسبب الزيارة الملكية وأن جميع المسؤولين في العمالة مشغولون بالتحضير للزيارة الملكية»، واعدا إياهم بالبحث عن حل جدي لملفهم في الأسبوع المقبل بعد انتهاء الزيارة الملكية للمدينة، مضيفا أن المحتجين أظهروا عدم ثقة في كلام المسؤول المذكور، على اعتبار أن هذه ليست المرة الأولى التي يتلقون فيها وعودا بحلّ ملفهم بعد الزيارة الملكية التي لا تكاد تنتهي حتى تتبخر جميع الوعود التي أطلقها المسؤولون داخل العمالة من أجل تهدئة الأوضاع بالتزامن مع الزيارة الملكية. وشدد المصدر ذاته على أن سكان «الكاريان»، الذين يعيشون أوضاعا مزرية داخل مساكن وصفها بغير الإنسانية، مُصرّون على نقل معاناتهم إلى الملك خلال الزيارة التي يقوم بها لمدينة الدارالبيضاء، موضحا أن هناك عددا من المشاكل والاختلالات عرفتها عملية ترحيل الجزء الأول من سكان «الكاريان» أدت إلى بقاء أكثر من 100 عائلة تنتظر منذ سنوات طويلة، رغم أداء بعضها المستحقات المالية للشركة المُكلَّفة بإعادة الإيواء دون نجاحها في الاستفادة من مَساكن مقابل المَبالغ المالية التي دفعتها.