منعت السلطات الأمنية أزيد من 400 شخص من سكان «كاريان سنطرال» في الحي المحمدي في الدارالبيضاء من تنظيم مسيرة شعبية، صباح أمس الجمعة، كانت ستنطلق من الكاريان عبر شارع علي يعته نحو شارع محمد السادس في درب السلطان، احتجاجا على ما وصفه المحتجون ب«إقصاء» قرابة 800 أسرة من سكان الكاريان، رغم الوعود الكثيرة و«المعسولة»، حسب وصف بعضهم، من طرف مجموعة من الجهات المسؤولة في الدارالبيضاء. وندّد حقوقيون بهذا الإقصاء، مؤكدين أن ملف «كاريان سنطرال» استهلك الكثير من الوقت دون أن يعرف طريقه نحو الحل النهائي، مضيفين أن «غياب» الإرادة الحقيقية والعمل الجاد في تناول هذا الملف هو السبب الحقيقي وراء طول انتظار سكان الكاريان ومواصلة معاناتهم الاجتماعية «القاهرة» في هذا الكاريان، الذي ساءت أوضاعه أكثر بعد عمليات الهدم التي همّت بعض الدور الصفيحية التي استفاد أصحابها من السكن اللائق. وقال سعيد عتيق، رئيس جمعية الشهاب في كاريال سنطرال، «إننا كمجتمع مدنيّ ضد مثل هذه المسيرات الاحتجاجية، ونحن نُحمّل مسؤولية ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من احتجاجات أو أي انفلات أمني للسلطات المسؤولة عن هذا الملف، لأنه كان حريّا بها إنهاؤه على الأقل قبل سنتين من الآن، غير أن بعض الاختلالات حالت دون ذلك». وأضاف المصدر نفسه أن مصير قرابة 800 من الأسر ما يزال مجهولا وأنها تعاني الويلات في الكاريان، وهي في حاجة ملحة إلى الاهتمام، من خلال البحث والبت في أمر استفادتها من السكن، كغيرها من الأسر، يضيف المصدر نفسه. ويذكر أن المسيرة الاحتجاجية تحولت إلى وقفة احتجاجية رفع خلالها المحتجون لافتات ورددوا شعارات منددة بما يعيشونه وبالاختلالات التي شابت معالجة مشكل كاريان سنطرال، الذي عمّر لوقت طويل دون أن يعرف طريقه نحو الحل. وأكدت مصادر مطّلعة أن لقاء عقدته جهات مسؤولة مع أعضاء من اللجنة المنظمة للوقفة تم خلاله تقديم وعود جديدة من أجل حل الملف.