أدى أزيد من 600 محتج من سكان «كاريال سنطرال» في الدارالبيضاء، يوم الجمعة الماضي، صلاة الجمعة في شارع محمد السادس أمام القصر الملكي، احتجاجا على ما وصفه المحتجون ب»إقصاء» قرابة 800 أسرة من سكان الكاريان من الاستفادة من إعادة الإسكان، رغم الوعود الكثيرة و»المعسولة» التي تم تقديمها لهم، حسب وصف بعضهم، في عدة مناسبات من طرف مجموعة من الجهات المسؤولة في المدينة على هذا الملف. وقد أصيب عدد من المحتجين، بسبب التدافع، بعد أن تدخلت السلطات الأمنية لمنع المسيرة الشعبية، التي انطلقت من «كاريان سنطرال» في الحي المحمدي، صباح اليوم نفسه، عبر شارع علي يعته نحو شارع محمد السادس في درب السلطان، حيث تفرقت جموع من السكان في الكاريان عقب التدخل الأمني الأول لمنع المسيرة، غير أنه، بعد لقاء أجرتْه لجنة من السكان انتهى إلى الباب المسدود مع أحد المسؤولين، يقول بعض السكان، تم استئناف المسيرة الاحتجاجية، لكن تدخلا أمنيا آخر تم، حسب المصادر نفسها، قبل الوصول إلى الشارع محمد السادس، والذي أسفر عن إصابة خمسة أشخاص بإصابات متفاوتة، كما أصيب شخص معاق وكُسر كرسيه المتحرك، حسب المصادر ذاتها. وأضافت المصادر نفسها أن المحتجين اعتصموا في الشارع لعدة ساعات، مما تسبب في أزمة سير في الشارع المذكور، حيث لم يتمَّ فك الاعتصام إلا في حدود السابعة مساء، بعد أن تم تقديم وعود للمحتجين بإيجاد حلول، إذ سيتم إجراء لقاء مع والي الدارالبيضاء، اليوم الاثنين، للبحث في مطالب المحتجين وفي الحلول العاجلة من أجل إنهاء ملف إعادة إسكانهم. ويذكر أن أغلب المحتجين هم من العائلات المركبة، التي تطالب، بدورها، بالاستفادة هي وأبناؤها، المتزوجون، والذين لهم حالة مدنية خاصة بهم. وندد حقوقيون، في تصريحات ل»المساء»، بهذا الإقصاء، مؤكدين أن ملف «كاريان سنطرال» استهلك الكثير من الوقت، دون أن يعرف طريقه نحو الحل، مضيفين أن «غياب» الإرادة الحقيقية والعمل الجاد في تناول هذا الملف هما السببان الحقيقيان في طول انتظار سكان «الكاريان»، مع ما يوازي ذلك من معاناة يومية، خاصة بعد أن تم هدم العديد من «البراريك» التي استفاد أصحابها، إذ أصبحت تشكل تهديدا على استقرار هذه الأسر. وقال عتيق سعيد، رئيس جمعية الشهاب في «كاريال سنطرال»، في تصريح ل»المساء»، إن « مصير الكثير من العائلات ما يزال غير معروف إلى الآن، حيث ما زالت تعاني الويلات في الكاريان، وهي في حاجة ماسة إلى الاهتمام، من خلال البحث والبت في أمر استفادتها من السكن، كغيرها من الأسر».