أطلق نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، النار على وزارة الداخلية، ممثلة في المسؤولين المحليين، محملا إياهم مسؤولية تنامي ظاهرة البناء العشوائي. وقال بنعبد الله، في معرض رده على سؤال شفوي بالبرلمان، مساء أول أمس الاثنين، إن ظاهرة البناء العشوائي تنامت في الآونة الأخيرة بسبب «غياب الحكامة، وخصوصا على المستوى المحلي»، مضيفا أن «هناك تواطؤات يستفيد منها السماسرة بسبب غض الطرف الذي تقوم به السلطات المحلية وعدد من المسؤولين». وفي الوقت الذي شدد فيه على «ضرورة أن تتعامل الدولة بحزم مع مثل هذه التصرفات»، كشف وزير السكنى أن البناء العشوائي تطور بشكل كبير في سنة 2011 بسبب «الأحداث التي شهدها المغرب بتزامن مع الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية»، مضيفا أن الظاهرة تراجعت خلال السنة الجارية. وفي الموضوع ذاته، حصلت «المساء» على معطيات مضبوطة ووثائق تكشف استمرار زحف البناء العشوائي، خاصة في الدارالبيضاءوالمحمدية وضواحيهما. ومن بين هذه الوثائق صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية ما بين شهر غشت 2011 وشهر شتنبر 2012. وتكشف هذه الصور الجوية، التي ننشرها في تحقيق لاحق، إقامة دواوير كاملة بالدارالبيضاءوالمحمدية وضواحيهما، إلى جانب مستودعات عشوائية (هنغارات)، بعضها أقيم في قلب العاصمة الاقتصادية. وتبرز المعطيات ذاتها أن عدد المنازل العشوائية التي شيدت على صعيد الدارالبيضاء في سنة 2012 لوحدها بلغ 3800 منزل عشوائي، في حين تقدر المستودعات غير القانونية المشيدة بنحو 200 مستودع. وتفيد المعطيات نفسها بأنه على صعيد ضواحي الدارالبيضاء الكبرى، كانت المنطقة التي شهدت أكبر زحف للبناء العشوائي هذه السنة هي منطقة الشلالات، تليها المجاطية بمديونة، ثم سيدي موسى بنعلي وسيدي موسى المجدوب، ضاحية المحمدية؛ بينما تصدرت لائحة المناطق الأكثر تسجيلا للبناء العشوائي داخل الدارالبيضاء، كما رصدته الصور الجوية، الحي الحسني فالبرنوصي ثم عين السبع.